تصعيد جديد.. العلاقات الجزائرية المغربية على المحك!
شهدت العلاقات الجزائرية المغربية المتوترة أصلاً تصعيداً جديداً، بسبب خلاف البلدين بشأن قضايا عدة.
وأحدث حلقات الخلافات بين الدولتين الجارتين، جاءت اليوم على لسان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي قال: إن علاقات بلاده مع المغرب وصلت إلى “نقطة اللاعودة”.
فمنذ عام 1994، أغلقت الحدود البرية بين البلدين، بسبب قيام المغرب بفرض تأشيرة دخول على الجزائريين، إثر تفجير فندق بمراكش، وهو التفجير الذي اتهمت السلطات المغربية جزائريين بتنفيذه، كما يقف البلدان على طرفي النقيض من قضية الصحراء المغربية، إذ تدعم الجزائر “جبهة البوليساريو”، وتعارض السيادة المغربية على الإقليم.
ومنذ عام 2021 قطعت الجزائر علاقتها مع المغرب متهمةً إياه بالتحريض عليها، وهو ما تنفيه الرباط دوماً.
تبون قال: إن قطع العلاقات مع المغرب هو رد فعل، مضيفاً أن “العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة”، معرباً عن آسفه لوصول العلاقة إلى هذا المستوى بين البلدين الجارين.
تابعونا عبر فيسبوك
وأجرى تبون الأسبوع الماضي تعديلاً وزارياً شمل تعيين أحمد عطاف وزيراً للخارجية خلفاً لرمطان لعمامرة.
ويعرف عطاف، بأنه مهندس غلق الحدود الجزائرية المغربية، إذ قال: إنه كتب مذكرة إلى الرئيس الجزائري الأسبق اليمين زروال بمبررات غلق الحدود، وهو القرار الذي تم اتخاذه.
ويرى محللون، أن تعيين عطاف على رأس الدبلوماسية المغربية لن يأتي بأي حل للخلاف بين الجزائر والرباط.
وكشف تبون عن أنه سيقوم بزيارة مرتقبة إلى روسيا في أيار المقبل تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال تبون: “زيارتي الى روسيا مازالت قائمة وستتم في شهرأيار القادم بدعوة من الرئيس الروسي”.
وعرض تبون قيام بلاده بالوساطة في الحرب الأوكرانية، معتبراً أن “الجزائر مؤهلة لدور وساطة في الحرب الأوكرانية ونحن من الدول القليلة التي لها مصداقية كافية لذلك”.
تابعونا عبر فيسبوك
وتربط الجزائر وموسكو علاقات قوية في كافة المجالات، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2021، 3 مليارات دولار رغم أزمة جائحة فيروس كورونا.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط “أوبك+”.
ويعتمد تسليح الجيش الجزائري بنسبة كبيرة على السلاح الروسي، كما ترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية وسياسية متميزة ظهرت جلية خلال الحرب الأوكرانية، حين دعمت الجزائر موقف موسكو سياسياً.
من جانبها، تحرص روسيا على استمرار وتطوير علاقتها بالجزائر، خاصة في ظل ما يشهده جوارها من أزمات في ليبيا ومالي ودول الساحل، حرصاً من موسكو على دورها في المنطقة.
وتطرق تبون إلى العلاقات بين الجزائر وفرنسا، ووصفها بأنها تتسم بالتذبذب.
وقال تبون: إن سفير بلاده سيعود إلى فرنسا قريباً، بعد سحبه الشهر الماضي بسبب أزمة الناشطة السياسية أميرة بوراوي.
وبوراوي هي ناشطة سياسية جزائرية مطلوبة أمام القضاء واستطاعت التسلل عبر الحدود إلى تونس، وهناك تدخل مسؤولون فرنسيون لينقلوها إلى باريس، وهو ما فجر لغماً في العلاقات الفرنسية الجزائرية، المتوترة أساساً بسبب عدة ملفات أبرزها التأشيرات للجزائريين، وملف الأرشيف المشترك لفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية انفراجة بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في آب الماضي، وهي الزيارة التي تم في ختامها إصدار إعلان مشترك بين الجانبين أعاد إطلاق التعاون الثنائي في المجالات كافة، ومهد لتخفيف نظام التأشيرات للجزائريين، مقابل زيادة التعاون من الجزائر في مكافحة الهجرة غير القانونية.
شاهد أيضاً : اعتقال أكثر من 850 خلال احتجاجات إصلاح نظام التقاعد في فرنسا