اللبنانيون في شهر رمضان لاحول لهم ولا قوة!
بيروت 24 آذار 2023، يتذكر اللبنانيون كيف كانوا يتسوقون خلال شهر رمضان المبارك قبل الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019، ويقولون: “اعتدنا على ملء عربة التسوق باحتياجاتنا طوال الشهر من اللحوم إلى الدجاج، والأسماك، والجبن والتمر دون القلق بشأن الأسعار أما اليوم، فبالكاد يمكننا شراء بعض الأغذية”.
وخلال شهر رمضان يمتنع الصائمون عن الأكل، والشرب من الفجر حتى آذان صلاة المغرب، ويفطرون بالتمر، والمياه بعد غروب الشمس، حيث يتجمعون في أجواء عائلية دافئة حول موائد غنية بالأطباق المختلفة، “لكن أجواء رمضان الحلوة اختلفت هذا العام، وباتت مشوبة بالمرارة إلى حد ما”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأمام الأوضاع التي أجبرت العديد من المواطنين على تركيز مشترياتهم على السلع الضرورية، قال البعض أنهم: قاموا هذا العام، بإخراج العديد من الأطعمة من قائمتهم الرمضانية مثل اللحوم، والأسماك والجبن والحلويات، لتوفير بعض المال بسبب جنون أسعار كل المواد الأساسية”.
وكانت دراسة حديثة لرصد تداعيات أزمات لبنان أجراها “مرصد الأزمات” في الجامعة الأمريكية في بيروت قد أفادت أن متوسط تكلفة عشاء ليوم واحد في رمضان، لأسرة من 5 أفراد يبلغ 6 ملايين ليرة لبنانية (54 دولاراً أمريكياً)، وهو ما يعادل متوسط الأجر في القطاعين العام، والخاص.
كما أفاد “مرصد الأزمات” في مؤشر تكلفة طبق سلطة الفتوش الرمضاني اليومي الذي يضم 13 صنفاً من الخضار، والبهارات، وزيت الزيتون، والخبز إلى أنه يصل إلى 95 ألف ليرة لبنانية للفرد، ارتفاعاً من حوالي 15 ألف ليرة لبنانية في عام 2021، مما يشير إلى ارتفاع سعر الطبق للفرد بمقدار 6.3 مرة، بينما زادت الأجور في القطاعين العام، والخاص حوالي 3 مرات فقط.
وأشارت دراسة المرصد إلى أن متوسط الراتب الشهري في لبنان يعادل 5 %، من إجمالي الإنفاق إذا أضيفت تكاليف المياه والكهرباء، والنقل، والتعليم، والاستشفاء، والملابس إلى احتياجات الأسرة الغذائية.
وبحسب خبراء فإن “اللبنانيين يتبنون أساليب غير صحية للتكيف مع استمرار الأزمة بالتخلي عن وجبة واحدة على الأقل في اليوم مع اعتماد الكثيرين على وجبة واحدة على مدار اليوم”.
ويعاني لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 150 عاماً، وسط انهيار العملة المحلية، وانخفاض قيمة الأجور، وتسجيل ارتفاع حاد في الأسعار، مما أوقع أكثر من 82 % من السكان في براثن الفقر بالتوازي مع فرض المصارف قيوداً قاسية على سحب الودائع بالعملات الأجنبية، والمحلية.
شاهد أيضاً:من المسؤول عن أزمة وادي السيليكون المصرفية؟