على خطى الرياض.. القاهرة على الخط الإيراني!
مع تسارع الترتيبات لإعادة العلاقات الإيرانية مع دول الخليج العربي، وأبرزها الاتفاق الأخير مع الرياض، بدأت التكهنات السياسية تشير إلى قرب إعادة هيكلة العلاقات بين طهران والقاهرة.
حيث أعلن وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، تسهيلات للحصول على تأشيرة دخول سياحية، من المنافذ والمطارات المصرية Visa upon arrival، لعدد من الجنسيات شملت، الصين والهند وإيران وتركيا والعراق والمغرب والجزائر وعدد من الدول الأخرى، في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر.
رغم شمول الاستراتيجية العديد من الجنسيات، لكن التسهيلات للسائحين الإيرانيين، حملت إشارات سياسية، بالتوازي مع التقدم الحاصل بين طهران والرياض، والحديث الدائر في مصر عن ضرورة استئناف العلاقات مع إيران، وكذلك عن وساطة عراقية منذ فترة.
وفي وقت سابق، قطعت إيران العلاقة الدبلوماسية مع مصر عام 1980، بعد عام واحد من الإطاحة بآخر شاه لإيران، محمد رضا بهلوي، الذي استقبله الرئيس المصري محمد أنور السادات عام 1979، وأطلقت فيما بعد بلدية طهران اسم خالد الإسلامبولي المتورط باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات على أكبر شوارعها، واستؤنفت العلاقات من جديد بعد 11 عاماً لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح.
تابعونا عبر فيسبوك
على مدار الأشهر الماضية وقبل الإعلان عن اتفاق سعودي إيراني برعاية صينية، برزت إشارات عدة بشأن تقارب بين القاهرة وطهران ومحادثات على مستويات مختلفة، وقد أبرزت الخارجية الإيرانية مقابلة جمعت وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش قمة “بغداد – 2” التي استضافها الأردن نهاية 2022، ووصفتها حينها بـ “الإيجابية والقصيرة”، فيما التزمت القاهرة الصمت تجاه الأمر.
التصريحات التي كانت تدلي بها مصادر مصرية “غير معلنة”، طيلة الفترة الماضية، كانت تؤكد “أن تطوير مصر لعلاقتها مع إيران يوازن بين رؤيتها لعلاقاتها الإقليمية ومصالحها الوطنية، والالتزام بأمن دول الخليج”.
وفق المصادر، فإن إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران أصبح ممكناً في الوقت الراهن، استناداً إلى الانفتاح العربي والسعي لاستقرار المنطقة بشكل أكبر.
وفي كانون الأول 2022، رحب وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان بمقترح من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يهدف إلى “إطلاق حوار بين القاهرة وطهران”.
كما تكرر الأمر شباط من العام نفسه، حين أكد عبد اللهيان ذاته أن “علاقات إيران مع الأردن ومصر ستشهد تطوراً في الفترة المقبلة”.
وتشير الآراء إلى أن العلاقات بين البلدين يجرى العمل على إعادتها مرة أخرى، في ظل رغبة إيرانية ومواقف مصرية متأنية بعض الشيء، على الرغم من التواصل الذي جرى على مدار الفترة الماضية.
شاهد أيضاً : لهذا السبب استضافت بيلاروسيا أسلحة نووية روسية.. ؟!