“الحرب الأبدية”.. نيوزويك تناقش فكرة سحب القوات الأمريكية من سوريا
دعا المسؤولون اليمنيون إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى سحب القوات الأمريكية من آخر موقع نشط لها في منطقة حرب في “الشرق الأوسط”، وسط تصعيد في العنف مؤخراً ومبادرات دبلوماسية جديدة يبدو أنها تشير إلى تحول في النظام الجيوسياسي للمنطقة.
مجلة “نيوزويك” الأمريكية، وبحسب ما ترجمته “كيو ستريت” ناقشت فكرة وجود القوات الأمريكية في سوريا، وقالت إنه “لطالما رفضت دمشق وجود ما يقدر بنحو 900 جندي أمريكي مكلفين بدعم قوات سوريا الديمقراطية المحلية التي يقودها الأكراد”.
وأشارت إلى أنه “بينما تشن الحكومة السورية حملتها الخاصة ضد تنظيم الدولة بدعم من إيران وروسيا، ينظر الرئيس السوري بشار الأسد وإدارته إلى الدور غير المرغوب فيه للجنود الأمريكيين وأعضاء التحالف الآخرين كجزء من مجموعة أوسع من الانتهاكات التي ارتكبتها واشنطن في جميع أنحاء العالم”.
وتؤكد “دمشق” أن ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية والتواجد غير المشروع لقواتها على أجزاء من أراضيها هو تجسيد فعلي لجريمة العدوان.
البعثة السورية لدى الأمم المتحدة وفي حديث لمجلة “نيوزويك”، قالت إنه “لأنها الجريمة الأساسية التي تنبثق عنها مختلف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها تلك القوات ضد الدولة والشعب السوريين”.
وقطعت واشنطن العلاقات مع دمشق في وقت مبكر من الحرب في سوريا، وشددت القيود المفروضة على البلاد، في وقت تنفي دمشق المزاعم الأمريكية، ويصوغونها على أنها محاولة لإعطاء أسباب لتدخل غير محدود خارج ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت البعثة السورية إن “سوريا تؤكد أن الأكاذيب التي تروج لها الإدارة الأمريكية ما هي إلا محاولة فاشلة لتبرير أعمال العدوان والانتهاك الصارخ لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدتها وسلامة أراضيها”.
وجاءت الدعوات الأخيرة لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا على خلفية التطورات الإقليمية الجديدة التي لديها القدرة على التأثير بشكل كبير على مسار الحرب.
وعلى الرغم من نشر القوات الأمريكية رسمياص لمحاربة تنيظم “الدولــة” إلا أنها اشتبكت أحياناً مع فصائل متحالفة مع إيران، كما وقعت العديد من المواجهات التي اشتملت على إطلاق صواريخ واستخدام طائرات بدون طيار في الأشهر الأخيرة، مع حدوث حالة عنيفة بشكل خاص في أواخر الشهر الماضي في شكل سلسلة من المواجهات المتبادلة استمرت أياماً وأسفرت عن مقتل مقاول في البنتاغون، وأصيب عدد من الجنود.
أما سياسياً وبحسب المجلة فإنه “ظهرت محاولات لإصلاح الخلاف الدبلوماسي المستمر منذ 7 سنوات بين الرياض وطهران، وبلغت ذروتها في تقارب توسطت فيه الصين وأعلنته الدول الثلاث في 10 آذار”.
تابعنا عبر فيسبوك
ومنذ ذلك الحين، ظهرت تقارير تفيد بأن تجري السعودية محادثات مع سوريا لاستئناف علاقاتها الدبلوماسية، في إشارة إلى ما قد يكون الأحدث في جهد متزايد تدعمه روسيا للتوفيق بين دمشق والدول العربية.
وشهدت السنوات الأخيرة قيام دول مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما مقربان من السعودية، بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، كما كانت هناك زيارتان للرئيس الأسد إلى أبو ظبي، كانت آخرهما في 19 آذار، بمثابة إشارة إضافية إلى إنهاء عزلته وكذلك مسار لإعادة عضوية بلاده في جامعة الدول العربية ذات النفوذ.
وبينما قام وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” بأول زيارة رسمية له إلى مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت الولايات المتحدة في موقف دفاعي بشكل متزايد في معارضتها للدول التي تعيد بناء العلاقات مع دمشق.
ومع ذلك، فإن المهمة الأمريكية تثير انتقادات متزايدة، حيث لم يتابع “بايدن” بعد أي مبادرات رئيسية في سوريا، حتى بعد الإعلان عن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق المجاور والإشراف على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان، مثل سلفه، الرئيس السابق “دونالد ترامب”، فيما تعهد بايدن مراراً وتكراراً بإنهاء عصر ما يشير إليه الرجلان على أنه “حروب أبدية”.
وفي خطابه الذي ألقاه عند الخروج من “الولايات المتحدة” أطول حرب في أفغانستان في آب 2021 ، تعهد على وجه التحديد “بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي” عندما يتعلق الأمر بنزاعات أخرى.
أثيرت أيضاً أسئلة جديدة تتعلق بالانتشار الأمريكي في سوريا في أعقاب الحــ.رب الروسية في أوكرانيا، حيث قادت أمريكا الجهود الدولية لإدانة وجود القوات الروسية في أوكرانيا باعتباره غير قانوني وتسليح القوات الأوكرانية التي تقاتل لطردهم من البلاد.
مع عدم وجود مسار واضح نحو السلام، تلقي دمشق باللوم على الولايات المتحدة والإدارات الثلاث المتعاقبة في البيت الأبيض لاتباعها سياسات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية يقول المسؤولون السوريون إنها أدت فقط إلى تمديد وتفاقم الوضع السيئ بالفعل.
شاهد أيضاً: مَن استهدفت أمريكا في سوريا؟