آخر الاخباربالشمع الأحمررئيسيمحليات

هجرة الأولاد تحرم الأمهات “لمة العيلة” في رمضان

خاص – نور ملحم

تحوم صورة “لمّة العيلة” على مائدة رمضان في ذهن أم باسل وزوجها السبعيني فينبعث حزن وشوق إلى أولادهم الذين هاجروا بحثاً عن العمل وتأمين حياة أفضل لعائلاتهم وسط الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به السوريين جميعاً.

تقول السيدة الستينية لـ “كيو بزنسس” سافر أولادي الأربعة إلى الخليج بعدما فقدوا كل شيء ولم يكن أمامهم سواء هذا الطريق للاستمرار في العيش فخير سوريا ومائدة الإفطار والسحور تبدلت بين ليلة وضحاها أصبحت صعبة وقاسية، فاليوم أصبحت المائدة تقتصر على نوع واحد فقط من طعام قليل الثمن،في ظل ميزانية شحيحة جداً وهي راتب زوجي التقاعدي الذي لا يتجاوز 100 ألف ليرة سورية، وهذا النوع يكون في الكثير من الأيام الحمص والبرغل أو البطاطا أو الأرز.

تقتنع أم باسل بأن مائدة رمضان في سوريا مهما كانت هي مليئة بالخيرات رغم الأوضاع الاقتصادية والغلاء، مشيرة إلى أن “صحن المجدرة” نعمة من الله، واصفة مائدة إفطار رمضان مع أولادها وأحفادها قبل الرحيل عنها بأنها كبيرة وممتدة ومليئة بمنتجات أرضهم.

في شهر رمضان تجتمع الأسر حول مائدة واحدة في وقت واحد كل يوم، لكن بالنسبة إلى الكثير من السوريين الذين غادروا بلادهم وبعضهم ترك عائلته، لا يمثل رمضان مأدبة طعام كبيرة كما اعتادوا أن تكون، بل هو تذكير بما فقدوه، وبما يشتاقون إليه، وما يأملون في استعادته يوما ما.

تابعونا عبر الفيسبوك

وأظهر تقرير للأمم المتحدة أن هناك ما يزيد من 5.5 مليون سوري مسجل في الدول المجاورة لسوريا منهم من خرج للعمل ومنهم من خرج بقصد الهروب إلى الدول الأوربية.

هناك الآلاف من السوريين الذين اتخذوا دول الخليج كملجأ مؤقت للهجرة، لكن ما لبثوا قليلاً إلا وغادروها، وهذا بسبب عدم حصولهم على فرص عمل مناسبة في تلك البلاد.

ومن المعلوم أن المعيشة في دول الخليج غالية نسبياً، فإذا لم تستطع الحصول على فرصة عمل هناك، فإن المعيشة صعبة ومرتفعة جداً ويقدّر عدد السوريين المقيمين في الإمارات لعام 2022 بأكثر من 240 ألف سوري، ويعيش 90% منهم الآن في دولة الامارات، أيّ ما يعادل 20% أو 25% من إجمالي عدد سكان الإمارات.

يقول الشاب عبد الله الخالدي مهندس مدني ويعمل في الأمارات لـ ” كيو بزنسيس” الماضي كان شهر رمضان مفضل لدي في السنة. كانت لي عائلة كبيرة، لذلك كل يوم كنا نتناول الإفطار في منزل مختلف الآن، نحن أقل بكثير.

وتغيرنا كثيراً بعد الاغتراب والعمل المستمر للحصول على حياة أفضل.

ويكمل الشاب الثلاثيني في سوريا أصبحت مائدة رمضان مقيدة بمستوى الدخل الوارد إلى المنزل، ولا دخل يأتي إلا من راتب الزوج وزوجة لذلك نلاحظ أن جميع السوريين يشتاقون إلى أيام مضت، فقد كانت لرمضان في السابق طقوسا خاصة، وكانت أزكى الأكلات وأشهاها حاضرة على موائدنا، لكن الضغوطات المعيشية ما تزال تدفع الأبناء للخروج بحثاً عن بصيص أمل لهم ولعائلاتهم.

ورغم الهدوء وعودة الأمان لسوريا مقارنة مع سنوات سابقة، ما يزال الشباب السوري يهاجر نحو الخارج بحثاً عن مستقبل يضمن لهم حياتهم.

وتُعد هجرة الشباب السوري من أبرز الظواهر التي خلفتها الحرب السورية على امتداد الجغرافيا كلها، وذلك لعدة أسباب مختلفة دفعتهم إلى ترك البلاد، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم في الغربة.

شاهد أيضاً: بدعم إماراتي.. 1000 وحدة سكنية في اللاذقية

زر الذهاب إلى الأعلى