الوثائق الأمريكية المسربة.. هل هي مجرد ضجة إعلامية؟!
كشف المفتش السابق في مشاة البحرية الأمريكية ومفتش الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة في العراق، سكوت ريتر، عن ما سوف تخلفه حادثة تسرب وثائق البنتاغون السرية من تبعات أمنية وسياسية وعسكرية.
جاء ذلك بعدما سربت وسائل إعلام مجموعة وثائق سرية، كان قد تم إعدادها فيما يبدو لتوصيل معلومات للجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
أكد ريتر، على أن “إحدى هذه الوثائق على الأقل مصنفة على أنها مصدر معلومات سرية للغاية، وفي جميع الحالات يخضع نشر مثل هذه المعلومات لرقابة مشددة، وأي نشر علني غير مصرح به لهذه البيانات من شأنه أن يمثل مشكلة أمنية خطيرة على أعلى مستويات القيادة العسكرية الأمريكية”.
ولفت العسكري الأمريكي السابق إلى أن “مصدر المعلومات المسربة غير معروف”، ويُعتقد أن بعض البيانات قد تم التلاعب بها للمساعدة في إثارة الرأي العام فيما يتعلق بأرقام الضحايا في كل من روسيا وأوكرانيا.
واستبعد ريتر في الوقت ذاته، أن تكون الحكومة الروسية لها يد في هذا التسريب نظراً للطريقة التي ظهرت بها الوثائق على الإنترنت، حيث تم تنزيلها في البداية على لعبة منتشرة على الإنترنت، قبل تداولها على منصات مثل تويتر وأنستغرام.
تابعونا عبر فيسبوك
من جانبها، طلبت وزارة الدفاع الأمريكية رسمياً من وزارة العدل الأمريكية إجراء تحقيق بشأن تحديد المسؤول عن تسريب هذه المجموعة من الوثائق.
وبإلقاء نظرة سريعة على محتويات الوثائق المسربة، يلاحظ أنها أعطت اهتماماً ببيانات محددة، مثل معدلات الإنفاق في أوكرانيا على ذخائر صواريخ “هيمارس”.
ويعتبر العسكري السابق والخبير الأمريكي ريتر، أن هذه الوثائق المسربة حظيت بضجة أكبر مما تستحق، إذ أن الجيش الروسي يمكنه جمع هذه المعلومات والتوصل إلى استنتاجاته الخاصة في هذا الصدد دون الحاجة إلى تلك الوثائق، وهو الأمر الذي ينطبق على جميع البيانات الواردة في الوثائق المسربة تقريباً.
لهذا السبب فهذه الوثائق لا تمثل أكثر من مجرد فرصة لشحن الرأي العام، مما يؤكد حقيقة أن هذه القصة برمتها لها علاقة بالمساعدة في تشكيل الرأي العام، أكثر من تعريض العمليات العسكرية المستقبلية المحتملة للخطر.
وبحسب ريتر، فإذا كان مصدر التسريب داخل الجيش الأمريكي، فهذا يعني أن هناك من يعارض الهجوم الأوكراني المضاد القادم، وأن هذا الشخص يعتقد أن نشر المعلومات الحساسة المتعلقة بالاستعدادات الأمريكية قد يساعد في إحباط هذا الهجوم.
ويمكن تفسير تسريب هذه الوثائق أيضاً بأن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، قد يكون متردداً في إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم الأوكراني المنتظر في الربيع، وأن مسرب الوثائق استهدف بذلك إجبار الجنرال ميلي على إطلاق الهجوم، وربما قصد مسرب الوثائق نشر هذه المعلومات لبث روح الانهزامية في الجيش الروسي، على كل حال سيظل باب التخمينات مفتوحاً للجميع حتى تحديد المسؤول عن التسريبات، بحسب سكوت ريتر.
ويرى مراقبون، إن هذا التسريب لن يكون له أي تأثير على المسار الفعلي للحرب الأوكرانية، فهو مجرد ضجة على الإنترنت تستمر لبضعة أيام، كما سيكون له أيضاً تأثير ضئيل على الرأي العام، لتبقى الحقيقة الثابتة هي أن أوكرانيا تتعرض حالياً لضغوط شديدة لشن هجوم ناجح.
وتظل الكلمة الأخيرة للواقع، الذي تشير معطياته إلى أن وقت ظهور الحقائق بشأن هجوم الربيع المتوقع في أوكرانيا، يقترب بسرعة ولا يمكن لأي وثائق مسربة عبر الإنترنت تغيير هذا.
شاهد أيضاً : أول تحرك أوكراني عقب تسرب الوثائق الأمريكية!