آخر الاخباررأس مال

ألمانيا تدق ناقوس الخطر بسبب نقص الأدوية

تعاني النمسا وألمانيا، مثلهما مثل كثير من دول أوروبا، من نقصٍ حاد في عددٍ كبير من الأدوية، متأثرة باضطراب سلاسل الإمدادات على وجه الخصوص.

وضعية صعبة للغاية تفرض نفسها بوضوح على الحياة اليومية في البلدين، ففي النمسا، على سبيل المثال، يتلقى الأطباء في العيادات الخاصة، رسائل بريد إلكتروني يومية من الصيادلة حول المتوفر من مخزونات المسكنات، والمضادات الحيوية حتى يضمنوها في الوصفات بدلاً من تلك غير المتوفرة.

كما بات من المعتاد أن يبحث الآباء عن بخاخات الربو، والمضادات لأطفالهم، في عدد كبير من الصيدليات قبل أن يسعفهم الحظ بإيجادها، أو إيجاد بديل لها.

تابعونا عبر فيسبوك

هذه مشاهد تحدث كل يوم في جميع أنحاء النمسا، وفق صحيفة دي برسه النمساوية، التي قالت إن “نقص الأدوية وصل إلى أبعاد مقلقة”.

وفي ألمانيا، لا يبدو الوضع أفضل رغم اتخاذ برلين إجراءات سريعة، إذ يوجد نقص في أدوية السعال، أو الأدوية الخافضة للضغط أو حتى أدوية السرطان، وقائمة أخرى طويلة من الأدوية.

يتعين على الصيدلي في كولونيا “غرب”، سيباستيان بيرجيس أن يرسل العملاء المحبطين إلى منازلهم كل يوم تقريباً، لأن “الوصفات الطبية الخاصة بهم تضم أدوية غير متوفرة في الوقت الحالي”.

ما يقرب من 470 دواء غير متوفر حالياً في ألمانيا، وأمام هذه المشكلة اضطرت ألمانيا إلى تمرير قانون جديد لمكافحة نقص الأدوية قبل أكثر من أسبوع، يسمح لشركات الأدوية، برفع أسعار بيعها مرة واحدة بنسبة تصل إلى 50 في المائة، في محاولة للسيطرة على طلب الأدوية، ومنع الناس من تخزينها.

ورغم هذا القرار، يشكك الصيادلة في ألمانيا في إمكانية أن يحل المشكلة، أو يقلل من حدة نقص الأدوية في البلاد، ويخشون تفاقم الأزمة في الشتاء المقبل أيضاً.

كما أن القرار الألماني برفع الأسعار يحمل مخاوف إلى النمسا المجاورة، إذ يخشى المراقبون أن يؤدي رفع الأسعار في ألمانيا المجاورة إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في السوق النمساوية، وفق صحيفة هويته النمساوية.

الخبير كلاوس فريسنبيشلر قال: إن “الألمان اشتروا كميات كبيرة من الأدوية ما يؤثر على العرض في باقي الدول، ومنها النمسا، في ظل حصول البلدين على عدد كبير من الأدوية من مصادر واحدة، خاصة السوق الآسيوية”.

وتابع كلاوس أن الإجراءات الألمانية التي شملت السماح برفع الأسعار وتعويض شركات التأمين عن الفروق في أسعار الأدوية، لن تحل المشكلة، ويجب التوافق على حل للأزمة على المستوى الأوروبي يضمن تكثيف صناعة الأدوية في الاتحاد.

شاهد أيضاً:تحالف جديد لكبح هيمنة روسيا على سوق الطاقة النووي

زر الذهاب إلى الأعلى