هل تتخلى الولايات المتحدة عن القيادة العالمية ؟!
في آذار 2022، ضمن أول خطاب له عن حالة الاتحاد في أمريكا، وصف “جو بايدن” المنافسة الحالية على النفوذ العالمي بأنها “المعركة بين الديمقراطية والاستبداد”، وذلك عند تقديمه لاستراتيجية الدفاع الوطني.
وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” وصف حينها الصين بأنها “المنافس الاستراتيجي الأكثر أهمية للعقود القادمة”، قد يكون هذا صحيحاً ولكن الصراع بعد الحرب الباردة أكثر تعقيداً من ذلك، بحسب The National interest.
وتصيف المجلة الأمريكية بحسب ما ترجمته “كيو ستريت” أنه “لا يزال يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى بشكل كامل الفكرة القائلة بأن النزاعات المستقبلية ستحدث على الأرجح في ما يسمى بـ “المنطقة الرمادية”، وهي المساحة بين الحرب والسلام، حيث سيكون هناك سباق على الموارد المعدنية والموانئ والاستثمار والحوكمة، التحالفات والخبرة الفنية والسرد وبالطبع القوة العسكرية”.
و”تميل السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى التركيز على الجوانب العسكرية للصراع بينما يتخذ خصومنا نهجاً أكثر دقة، قد لا يتحدى منافسونا الولايات المتحدة بالمعنى التقليدي لكنهم يقوضون منهجياً الأمن القومي للولايات المتحدة مع نمو نفوذهم”.
وفي إفريقيا، لم تخف الصين طموحاتها، حيث استخدمت بكين بحسب المجلة “مبادرة الحزام والطريق (BRI) للاستثمار في 52 دولة أفريقية بهدف ممارسة السيطرة على الحكومات المحلية من خلال التعليم والتعدين والمنظمات غير الحكومية وتجارة التجزئة والمصارف، تدير الصين الآن أو تمول تشغيل حوالي عشرين ميناء أفريقياً، وجود روسيا أقل وضوحاً، تتاجر بالأسلحة والخبرة العسكرية للوصول إلى الموارد الطبيعية، وتعد روسيا الآن أكبر مورد للأسلحة في إفريقيا”.
تابعونا عبر فيسبوك
فاجأت أوامر الجيش الكونغولي الأخيرة لطائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية، الغرب ،على حين غرة، فهي لا تقتصر الفوائد التي تجنيها روسيا على الاقتصاد فحسب، حيث امتنعت 17 دولة أفريقية عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الحرب في أوكرانيا وهو ما ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار للغرب، وفقاً للمجلة الأمريكية.
و”تمتلك شركة صينية الآن أكبر ميناء للحاويات في بنما، جزيرة مارجريتا، فيما تواصل كوبا تقويض المصالح الأمريكية في نصف الكرة الجنوبي باستخدام “الدبلوماسية الطبية” لنشر أيديولوجيتها، حتى إيران قامت بتوسعات في أمريكا اللاتينية”.
على مدى عقود، “تصدت أمريكا للتحديات العسكرية لكنها فشلت في الرد على التحديات غير العسكرية بنفس الإلحاح بحسب المجلة الامريكية، حيث يشعر خصوم الديمقراطيات بالراحة وهم يعلمون أن العالم الحر لن يشن هجوماً غير مبرر، لذلك فهم يكيفون تكتيكات لحرمان أمريكا من الحلفاء والموارد، إنهم يعتنقون مبدأ التدرج والغموض لحرمان الغرب من الردود التي كان يفضلها على مدى 50 عاماً الماضية”.
تضيف المجلة إنه “مع استمرار أمريكا في تعزيز تركيزها على المعدات العسكرية والتكنولوجيا والقوى العاملة، يخصص منافسوها مواردهم عبر ساحة لعب أكبر بكثير، ما لم تدرك واشنطن مدى اتساع التحدي، ستجد قريباً أن أسطولها به أماكن أقل للرسو، وطائراتها أماكن أقل للهبوط، وشركاتها أماكن أقل للبيع، والمعادن الاستراتيجية في العالم بعيدة عن متناولها”.
شاهد أيضاً: الخارجية الروسية تحذّر سفراء الغرب لدى موسكو.. والسبب؟!