لماذا طرحت “قسد” مبادرة التسوية مع الحكومة السورية في هذا الوقت؟!
مع احتدام الحراك العربي على الساحة السورية، في ظل زيارات متبادلة بين دمشق والعواصم العربية، مع العديد من الجهود لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، طرحت “قسد” مبادرة، قالت إنها “تهدف إلى وضع حل سلمي وديمقراطي للأزمة الراهنة”.
وأعلنت “قسد” في بيان عبر صفحتها على “فيسبوك”، عن مبادرتها التي تتضمن 9 بنود، شددت خلالها “على وحدة الأراضي السورية، واستعدادها للقاء الحكومة السورية والحوار معها ومع جميع الأطراف من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حلول للأزمة”.
وقال مراقبون: إن “الحكومة السورية منفتحة على أي خطوة قد تفضي لحل الأزمة سياسياً، بيد أن المبادرة الحالية تحمل أهدافاً “غير صادقة”، ولم تذكر موقفها من القوات الأمريكية على الأراضي السورية، مؤكدين أنه من الصعب الاستجابة لها في ظل الرفض القاطع لأي انفصال أو حكم ذاتي في سوريا”.
واعتبر محللون، أن “المبادرة التي طرحتها “قسد” للحل السياسي في سوريا، تحمل أهدافاً غير نزيهة، حيث تأتي في ظل وجود القوات الأمريكية في هذه المناطق، والتي لم تذكرها المبادرة أو تتحدث عنها”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف المحللون، أنه “لا يمكن الحديث عن أي مبادرة أو حل ديمقراطي بوجود قوات أمريكية في هذه المناطق، والمبادرة غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث خرجت من أشخاص تحت سقف القوات الأمريكية، وكان لا بد أن تتضمن المبادرة خروج هذه القوات من شمال شرق سوريا”.
وجاءت المبادرة بعد أن شعرت “قسد” بالضعف وخسرت الكثير من أوراقها، لا سيما بعد المصالحة السورية السعودية، والسورية التركية، باعتبار أن “قسد” والمعارضة السورية كانت تستفيد من هذه الخلافات، أما الآن بدأت في طرح مبادرات ظاهرها الحل السياسي وباطنها محاولة للفت الأنظار تجاههم، بحسب ما أفاده مراقبون.
ويرى محللون، أن “وجود شبه استقلال في مناطق ما يسمى بالحكم الذاتي أمر غير مقبول نهائياً”، مؤكدون أن “المبادرة مليئة بالسموم وغير صالحة لأن تكون هي بوابة الحل في هذا الموضوع، رغم أن الدولة السورية تؤيد الحل السياسي والحوار بين كل مكونات المجتمع السوري تمهيداً للوصول إلى صيغة نهائية”.
وتطالب المبادرة “الاعتراف بخصوصية سائر المكونات السورية وحقوقها وتقبلها واحترامها، والتوصل إلى حل ديمقراطي تشارك فيه جميع فئات المجتمع، عبر الإيمان بالاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات الإثنية والدينية التي تشكل المجتمع السوري، وحماية الحقوق الجماعية لهذه المكونات وتطوير القيم والآليات الديمقراطية، وتأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي يحفظ حقوق الجميع دون استثناء”.
وتقول “قسد” في مبادرتها، إنها “تطرح المبادرة على قاعدة وطنية وتدعو الجميع للمشاركة والإسهام فيها، من خلال تسريع الجهود والمساعي الرامية إلى رأب الصدع وإنهاء الصراع، وأعلنت عن استعدادها لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول وترتيب كافة الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار والحل الوطني”.
وطالبت المبادرة الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري، “بأن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً، يسهم في البحث عن حل مشترك بينها وبين الحكومة السورية والقوى الوطنية الديمقراطية”، وفقاً لنص البيان.
شاهد أيضاً : لبنان: تسوية بجهود فرنسية لانتخاب فرنجية رئيساً