بعد جهود “روسية-سورية-أممية”.. تركيا تتخذ قراراً هاماً شرق سوريا !
أعادت تركيا ضخ مياه الشرب من الينابيع التي تقع في مناطق انتشارها شرق سوريا، إلى نحو مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة، بعد قطع دام لأشهر.
وأكدت مصادر مطلعة، أن تشغيل محطة مياه علوك الواقعة شرقي رأس العين ضمن مناطق انتشار القوات التركية والفصائل الخاضعة لها، والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني في مدينة الحسكة، بعد انقطاع مستمر منذ ثمانية أشهر، جاء نتيجة نجاح المساعي والضغوطات التي قامت بها روسيا والدولة السورية على تركيا في الأمم المتحدة أخيراً.
حيث قامت عدد من المنظمات الدولية ومنها منظمة “اليونسيف” التي عملت بدورها على التنسيق مع الجانب التركي لدخول المهندسيين والفنيين إلى المحطة، وإجراء أعمال الصيانة للكهرباء والأجهزة والمضخات وخطوط نقل المياه، حيث تمت صيانتها بنسبة تصل لحد 70%، وتم تشغيل ما يقارب 19 بئراً من أصل 34 بئراً، بحسب المصادر.
وأفادت المصادر عن وصول مياه الشرب إلى أحياء وسط مدينة الحسكة وحي المريديان والحي العسكري وحي تل حجر، بعد انقطاع استمر لثمانية أشهر متواصلة، وذلك بعد إعادة تشغيل محطة علوك بريف رأس العين شمالي الحسكة، من قبل الجيش التركي، بعد إيصال التيار الكهربائي لها من محطة الدرباسية المسيطر عليها هي الأخرى من قبل “قسد”.
تابعونا عبر فيسبوك
وعانت “محطة علوك” من انقطاعات متكررة تصل بعضها إلى أشهر عديدة، وذلك منذ انتشار القوات التركية في منطقة رأس العين شمالي غربي الحسكة أواخر عام 2019.
وبيّن مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في الحسكة محمود عكلة، أن خزانات التجميع الأساسية في محطة “الحمة” تمت تعبئتها من كميات المياه الواردة من محطة آبار علوك، بعد أن تم تشغيلها بعدما أوقفت القوات التركي الضخ منذ مطلع شهر أيلول من العام الفائت، مشيراً إلى أن وارد المياه عبر خطوط نقل المياه من علوك إلى الحمة يعتبر جيد.
وأكد عكلة، عدم دخول ورشات المؤسسة السورية الحكومية إلى محطة آبار علوك للاطلاع على واقعها، وخاصة أن المحطة متوقفة عن العمل منذ ثمانية أشهر، داعياً إلى ضرورة تسليم محطة علوك بشكل كامل للعاملين في المؤسسة لضمان استمرار ضخ المياه باتجاه أحياء مدينة الحسكة، دون أي توقف وإجراء الصيانة اللازمة لها.
وكشف مدير عام مؤسسة المياه في الحسكة، أن قوات تركيا هي من تشرف حالياً على تشغيل أبار المحطة، حيث لا توجد أي معلومات عن عدد الآبار العاملة ضمن المحطة، لكن من غزارة الوارد المائي تتضح أن الآبار التي تعمل ضمن المحطة قليلة نسبياً، والتي تصل إلى محطة ضخ الحمة القريبة من مدينة الحسكة والتي تسيطر عليها قوات “قسد” منذ سنوات، والتي هي الأخرى تمنع دخول ورش مؤسسة المياه إليها.
وأوضح العكلة، بأن خروج محطة علوك ومحطة الحمة عن السيطرة، إضافة لسيطرة قوات “قسد” على منابع الكهرباء المغذية للمحطات، جعل من الوضع المائي في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها صعباً جداً، ووصل في بعض الأوقات إلى ظروفاً مأساوية خصوصاً مع دخول فصل الصيف وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وطالب مدير عام مؤسسة مياه الحسكة من المنظمات الدولية والإنسانية والجهات ذات الصلة، بضرورة التدخل لتحييد محطة علوك عن النزاعات والخلافات العسكرية والسياسية، وتسليمها لورش مؤسسة المياه لضمان ديمومة ضخ المياه وانسيابها باتجاه مدينة الحسكة، مؤكداً على الدور الكبير الذي تقوم بها القوات الروسية العاملة في محافظة الحسكة والتي تتخذ من مطار القامشلي الدولي قاعدة لها في عملية إعادة تشغيل المحطة.
ويعاني مليون مدني سوري في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للحسكة، من معاناة استمرار انقطاع المياه عنهم خلال فترات متكررة تصل بعضها إلى أشهر طويلة، نتيجة توقف العمل في محطة مشروع أبار علوك التي تعتبر المصدر الوحيد للمياه والتي تضم 34 بئراً ضخماً و16 مضخة أفقية، ويصل إنتاجها اليومي إلى ما يقارب 100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب وهي تقع في قرية علوك شرقي مدينة رأس العين على الحدود السورية – التركية.
شاهد أيضاً : اجتماع رباعي جديد في روسيا.. ماهي التفاصيل؟!