بعد تدعيم الاتفاق مع الرياض.. ماذا حملت الزيارة الإيرانية إلى بيروت ؟!
بعد تجسيد الاتفاق الإيراني السعودي بأخبار متبادلة حول عودة فتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، إضافة لخطوات سعودية قامت بها الرياض اتجاه دمشق وزيارات متبادلة بين وزراء خارجية البلدين، توقّع البعض انعكاسات إيجابية على الوضع في بيروت، باعتبار لبنان من الدول الفاعلة في المنطقة.
ورأى محللون أن المجريات الحاصلة من شأنها الإسهام في حلحلت موضوع انتخاب رئيس في البلاد وتشكيل الحكومة، والتوصل لتفاهمات تنهي الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، كون السعودية وإيران قادرة على الضغط على الأطراف اللبنانية بمختلف التيارات.
وتحدث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته للبنان، عن دعم بلاده لبيروت حكومة وشعباً وجيشاً وأحزاب، مؤكداً أن زيارته بمثابة فرصة لإجراء مشاورات مع المسؤولين، في ظل تطورات المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده تحمل أفكاراً ومبادرات لتحسين الوضع في لبنان، من المقرر طرحها والتشاور حولها مع المسؤولين اللبنانيين، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وقال مراقبون: إن “المبادرات الإيرانية دائماً ما تكون إيجابية، وتهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان”، بيد أن “نتائجها لا يمكن الحكم عليها إلا بعد إتمام المصالحة ما بين طهران والسعودية من جهة، وسوريا والمملكة من جهة آخرى”.
واعتبر محللون، أن المبادرات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، للبنان إيجابية، وتعكس الجو العام الإقليمي والدولي، المتجه إلى نوع من المصالحات والتفاهمات، التي لم تتبلور نهائياً بعد.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف المحللون، لا يمكن التأكد من مدى نجاح هذه المبادرات في إنقاذ الوضع، قبل أن تستكمل الحوارات والمفاوضات والتسويات التي تتم بين إيران والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، والخليج بشكل عام، وما بين المملكة وسوريا، وبعدها يمكن القول إن هناك مظلة إقليمية للتفاهم اللبناني- اللبناني.
وأوضح مراقبون، أن هذا الأمر لا يزال خاضعاً للتجاذبات داخل لبنان، وكل فريق ينتظر ويسعى حتى تكون التسوية لمصلحته وتقوي حظوظه ودوره وخياراته، لذلك يمر لبنان في مرحلة انتقالية لا يمكن أن تستقر، قبل أن تتم التسوية الفعلية ويتم ترجمتها بين إيران ودول المنطقة، ويعتبر الوصول لهذه النتيجة قد يهيئ ظروفاً أفضل من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، وتفعيل مبادرات تؤدي إلى إنقاذ البلاد من الانهيار.
ويرى المراقبون، بأن هناك حالة من الترقب والانتظار حتى تتبلور التسويات القائمة، مع الأخذ بالاعتبار أن جميع الاحتمالات مفتوحة على مفاجآت قد تكون سارة أو غير سارة، في عملية ومسار التفاوض والتسوية التي انطلقت لكن لم تظهر نتائجها النهائية بعد.
وأكدوا أن بجانب المبادرات الإيرانية في تعزيز جاهزية الجيش اللبناني وقدراته وحفظ استقراره وسيادته، هناك كذلك مبادرات على المستوى الإنساني والاجتماعي والتنموي.
الجدير بالذكر، أن وزير الخارجية الإيراني، وصل الأربعاء الماضي، إلى بيروت، على رأس وفد من الخارجية الإيرانية، في إطار زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي خلالها المسؤولين في لبنان للبحث في القضايا الإقليمية والدولية.
وقال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، إن الاتفاق بين إيران والسعودية سيكون له انعكاسات على لبنان واليمن والقضية الفلسطينية.
وتابع: “بحثنا مع الوزير الإيراني الاتفاق الذي جرى في الصين بين إيران والسعودية ونتمنى أن يأتي بالخير على بلادنا”، مشيراً إلى أن “هذا الاتفاق يلعب دوراً مهماً في إرساء السلام في المنطقة”.
ولفت بو حبيب خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن وزير الخارجية الإيراني عرض تقديم إيران المساعدة إلى لبنان في قطاع الكهرباء.
ومنذ أيلول الماضي، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في تشرين الأول 2022.
شاهد أيضاً : وزير خارجية إيران يكشف خطة زيارة رئيسي إلى دمشق