وزيرة سابقة تكشف سبب ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي
وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى 7500 ل.س في آخر نشرة حوالات أصدرها المركزي يوم الخميس، وذلك بعد ارتفاعات متتالية على مدى ثلاثة أيام، في محاولة للّحاق بسعر الصرف في السوق الموازي “السوداء”.
“كيو ستريت” تواصلت مع وزيرة الاقتصاد السابقة لمياء عاصي، للوقوف عند سبب هذه الارتفاعات المتتالية وأثرها على الليرة السورية.
تابعونا عبر الفيسبوك
عاصي أرجعت السبب الرئيسي لرفع سعر صرف الحوالات في المصرف المركزي، إلى جعله قريباً من سـعر الصرف في السوق الموازية.
وعزت عاصي ارتفاع سـعر الصرف في السوداء لعدة أسباب منها:
الأول: إن مناسبات الأعياد (عيد الفطر وعيد الفصح) وما تسببه من ارتفاع بحجم الحوالات، هو السبب في ثبات نسبي للسعر في الفترة السابقة، والآن عاد السعر للارتفاع بشكل تدريجي ولكن مستمر.
السبب الثاني: هو زيادة الاحتياجات الدولارية عن الموارد الدولارية، عندما لا يتم الربط بين سـعر الصرف والاستيراد بشكل عام، وحسب قانون العرض والطلب بالتأكيد سيرتفع سعر الصرف.
وأعطت عاصي مثالاً: “عندما نقوم بتسعير المحاصيل الزراعية بأسعار زهيدة ونلجأ الى استيراد احتياجاتنا بعد ذلك , عندما يفتقد مزارعينا للأسمدة والمازوت بعد ذلك تباع في السوق السوداء وينخفض الإنتاج الزراعي والصناعي سنتوقع بالتأكيد أن يرتفع سعر الصرف وأن تنخفض القوة الشرائية لليرة السورية بالمقابل”.
وأكملت الوزيرة، السبب الثالث هو المضاربة، وهي أهم العوامل التي تسّبب ارتفاع سـعر الصرف، ولكن المضاربة أيضاً ، وفق ما أوضحت عاصي، تعمل على التوقعات، “فإذا كان هناك احتمال مؤكد للحاجة الى قطع أجنبي، فهذا سيسبب مباشرة ارتفاع سعره، أما إذا توقع المضاربين ازدياد الصادرات وبالتالي توفر المصادر الدولارية، فإن السعر سيكون ثابتاً، أو سينخفض تبعاً للتوقعات المتعلقة به”.
وتابعت عاصي، إن أسباب ارتفاع سـعر الصرف في السوق السوداء، والتي تتمحور معظمها حول معدل التضخم المتوقع للفترة القادمة، والتوقعات بالاحتياجات أو توفر الموارد الدولارية، وبما أنه حتى الآن الاحتياجات تفوق الموارد، ومعدل التضخم في ارتفاع متزايد بسبب عوامل متشابكة، فإن ذلك سيكون “مؤشراً لمزيد من الارتفاعات في سـعر الصرف إذا لم يحصل شيء جديد يمكن أن يرفع الموارد الدولارية ويحقق نوع من التوازن”.
وحول كيف يؤثر هذا الرفع على الاقتصاد أو على قيمة الليرة، صرّحت وزيرة الاقتصاد السابقة، أن ارتفاع سـعر صرف الحوالات الخارجية في المصرف المركزي، هو انعكاس مباشر لارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، وبالتالي “يعني انخفاض في قيمة الليرة السورية وقوتها الشرائية، ولذلك قد نشهد ارتفاع أسعار السلع في الأسواق، مما يسبب المزيد من الفقر والبؤس للناس”.
وختمت عاصي بالقول إن سياسة المصرف الحالية، تهدف الى اجتذاب الحوالات الدولارية للقنوات الرسمية بدل أن تذهب الى السوق السوداء، كما كان الحال سابقاً، وهذه السياسة لا تسبب ارتفاع سـعر الصرف بحد ذاتها، بل هي انعكاس لسعر السوق الموازية وهي الأساس.
تايعونا عبر الفيسيوك 30 ألف أسطوانة يومياً.. تحسّن في إنتاج الغاز في سوريا