صفقةٌ لإنقاذ بنك “فيرست ريبابليك”.. هل تنجح؟
أعلنت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (إف دي آي سي) عن استحواذ مصرف “جي بي مورغان” على مصرف “فيرست ريبابليك” الموجود في كاليفورنيا، بعد أن وضعت السلطات المالية الأمريكية يدها عليه، بعد فشل البنك في التوصل إلى خطة إنقاذ عملية.
وتستمر الأزمة المصرفية العالمية دون بوادر حل في الأفق فيما يعد بنك “فيرست ريبابليك” ثالث بنك ينهار ويتم وضع الحماية عليه من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع بعد مصرفي “سيلفرجيت” و “سيليكون فالي” في آذار الماضي.
تابعنا عبر فيسبوك
ويعد بنك “فيرست ريبابليك” أكبر مصرف ينهار جراء أزمة المصارف الحالية فيما يعتبر ثاني أكبر مصرف يفلس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعد إفلاس “واشنطن ميوتشوال” في عام 2008.
أثار انهيار بنك “سيليكون فالي” مخاوف بشأن استقرار المصارف الأخرى، ما أدى إلى انخفاضات حادة في أسهم المصارف في جميع أنحاء العالم، وبسبب ذلك شرع المودعون في سحب ودائعهم من بنك “فيرست ريبابليك” بأعداد ضخمة حيث لاحظوا أوجه تشابه كبيرة بينه وبنك “سيليكون فالي”، إذ أنّ كلاهما كان يركّز على العمل مع العملاء الأثرياء، ومن ثم كانت هناك ودائع غير مشمولة بتأمين المؤسسة الفيدرالية، أي تلك التي تزيد عن 250 ألف دولار.
وكشف بنك “فيرست ريبابليك” الأسبوع الماضي عن سحب أكثر من مئة مليار دولار منذ بدء الأزمة، وهو الأمر الذي أشعل موجة سحب الودائع بشكل جماعي ومميت في نفس الوقت، بينما حاولت مجموعة مؤلفة من 11 بنكاً أمريكياً دعم المصرف المتعثر بإبداعات تبلغ 30 مليار دولار، لكن لم تنجح هذه المحاولات بعد انهيار سعر سهم البنك مع استمرار سحب الودائع.
وما زال يحق لجميع المودعين في المصرف الوصول إلى أموالهم بما في ذلك أولئك الذين يمتلكون ودائع غير مؤمنة تزيد عن 250 ألف دولار إذ أعيد في 1 أيار فتح فروع مصرف “فيرست ريبابليك” البالغ عددها 84 في ثماني ولايات أمريكية كفروع لبنك “جي بي مورغان تشيس”.
وعلى وقع إتمام الصفقة، أصبح بنك “جي بي مورغان” أكبر بنك في الولايات المتحدة لتزداد قوته خاصة بعد أن أعلن أنّ الاستحواذ سيشمل 173 مليار دولار من القروض وحوالي 30 مليار دولار من الأوراق المالية بما في ذلك 92 مليار دولار من الودائع فيما لن يتحمل ديون الشركات أو الأسهم الممتازة للبنك والتي دائما ما تشتريها المؤسسات المالية.
وسيتحمل البنك مع المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع العبء الأكبر لانهيار “فيرست ريبابليك” مع تقدير تكلفة صندوق تأمين الودائع بـأكثر من 13 مليار دولار فيما سيدفع “جي بي مورغان” قرابة 10.6 مليار دولار إلى المؤسسة كجزء من الصفقة، إضافةً إلى 25 مليار دولار للمقرضين الكبار الذين قاموا بوضع ودائع في محاولة للحفاظ على “فيرست ريبابليك”.
وبعد إتمام الصفقة، سيطر “جي بي مورجان تشيس” الآن على ما يزيد عن 10٪ من جميع الودائع الأمريكية فيما لم يكن من الممكن الموافقة على الصفقة في الظروف العادية، لكن المؤسسة الفيدرالية أعطت الضوء الأخضر من أجل الحد من أضرار انهيار المصرف المتعثر.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “جي بي مورغان” جيمي ديمون “لقد دعتنا حكومتنا والآخرون للتحرك، وقد فعلنا ذلك.. نحتاج إلى بنوك كبيرة وناجحة في أكبر اقتصاد في العالم”.
وأكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الصفقة ستحمي المودعين دون إجبار دافعي الضرائب على الدفع بشكل مفرط، مشدّداً على أنّ “هذه الإجراءات ستضمن أن النظام المصرفي آمن وسليم”، لكنه استغلّ الفرصة للتأكيد على خطته التي أعلن عنها منذ وقت طويل بشأن إحكام صرامة تنظيم القطاع المالي.
شاهد أيضاً غاز فرنسا.. انخفاض قياسي في الاحتياطيات!