كارثة اقتصادية تنتظر أوروبا.. والسبب أمريكا !
يعتبر إفلاس البنوك الأمريكية الثلاثة أكبر إفلاس بنكي يحدث منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، لذلك تتزايد المخاوف من تأثير انتشار هذه الظاهرة على البنوك والشركات حول العالم.
وقال الخبير الاقتصادي المصري والباحث بالعلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أبو بكر الديب: إنّ كارثة كبرى تنتظر الدول الأوروبية بعد موجة الإفلاس التي تعرضت لها بنوك أمريكية.
تابعنا عبر فيسبوك
وصرّح أبو بكر الديب أنّ موجة الإفلاس والتعثر في مصارف الولايات المتحدة الأمريكية تتصاعد ولن تتوقف قريباً، لأن أسبابها ما زالت قائمة وتتزايد، ما يجعل البنوك تحت ضغط كبير بسبب نزوح الودائع وضعف ثقة العملاء وتعثر الأقراض ورفع الفائدة، ما يجعل السلطات الأمريكية غير قادرة على إيقاف مسلسل الانهيارات، متوقعاً انتقال الزلزال لبنوك أوروبا قريباً وربما بشكل أكثر قسوة.
وتوقّع الخبير أنّ خروج أموال المودعين من البنوك الأمريكية سيؤدي حتماً إلى أزمة مصرفية قد تنقل البلاد والعالم إلى أزمة مالية على غرار تلك التي حدثت في 2008، كما أنّ سياسة النمو والاندماج التي سمحت بها السلطات الأمريكية وتجاوز القيود التي تمنع شراء البنوك الأخرى ستؤدي إلى خلق كيانات مصرفية تشكل خطراً على الاستقرار المالي.
وذكر أنّ بنك “باك ويست” الأمريكي يسير على خطى “سيلكون فالي” حيث أعلن عن إجراء محادثات مع شركاء ومستثمرين محتملين بشأن الخيارات الاستراتيجية، ومن هذه الخيارات بالتأكيد البيع أو زيادة رأس المال، بعد أن فشلت زيادة السيولة التي أعلن عنها في آذار الماضي في اعادة الثقة لسعر سهمه المتعثر.
ووضّح أبوبكر الديب أنّ بنك فيرست ريبابليك يمثل أكبر مصرف ينهار جراء أزمة المصارف الحالية، وثاني أكبر مصرف يفلس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء البنوك الاستثمارية مثل ليمان براذرز بعد إفلاس واشنطن ميوتشوال في عام 2008، وحاول 11 بنكاً أمريكياً دعم المصرف المتعثر بإبداعات تبلغ 30 مليار دولار، لكن لم تنجح هذه المحاولات بعد انهيار سعر سهم البنك مع استمرار سحب الودائع.
وذكر أنّ أمريكا شهدت ثلاث حالات إفلاس مصرفية في شهرين وهي بنوك “سيليكون فالي” و”سيجنيتشر” و”فيرست ريبابليك بنك”، ثم ارتفعت الي 5 حالات، وجميعهم يشتركون في أمر واحد وهو أن بياناتهم المالية كانت تدققها مجموعة “كي بي إم جي”.
وأكّد الخبير الاقتصادي المصري فشل استحواذ “جيه بي مورجان” على معظم أسهم بنك “فيرست ريبابليك” في تهدئة السوق بشأن حالة النظام المصرفي الأمريكي ما هوي بأسهم بنك باك ويست بنسبة 28% لتصل إلى مستوى قياسي، بينما هبط ويسترن أللاينس بنسبة 15%، مما أدى إلى انخفاض المؤشرات الأمريكية القياسية بأكثر من 1%.
وأشار إلى أنّ الفيدرالي الأمريكي لا يرى الهزة القوية في المصارف الأمريكية والتي لا تزال تحت ضغط كبير بسبب نزوح الودائع أو أن تدفق أموال المودعين خارج البنوك الإقليمية الأمريكية قد يؤدي إلى أزمة مصرفية أو انهيار في الإقراض كما أنّ التضخم الذي يخشاه الفيدرالي الأمريكي لا يزال يمثل تهديداً كبيراً.
وختم قائلاً إنّ الأزمة تفاقمت عندما استخدمت البنوك الأموال لشراء استثمارات الديون طويلة الأجل لكسب المزيد من الأموال مع انخفاض أسعار الفائدة، دون اتخاذ تدابير وقائية كافية، مما عرضها لما يعرف باسم مخاطر سعر الفائدة عندما رفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لعدة مرات متتالية وبسرعة.
شاهد أيضاً اتفاقٌ اقتصاديٌ جديد بين طهران ودمشق