عام 1979 وتحديداً في مدينة «سايغون» الفيتنامية .. التقط هولبرت فان إس صورة لجمعٍ من الناس حول مروحية على سطح أحد المنازل
الناس كانوا يتدافعون للحاق بالطائرة الأمريكية الأخيرة الهاربة من المستنقع الفيتنامي، بعد تخلي الجيش الأمريكي عن حكومة جنوب فيتنام
تلك الحرب كلّفت الولايات المتحدة مليارات الدولارات وحياة أكثر من 58 ألف أمريكي
صورة تخلّي واشنطن عن حلفائها تكررت في أكثر من مكان ..
كوسفو .. جورجيا .. أوكرانيا 2014 .. سوريا ..أفغانستان .. وربما أوكرانيا مجدداً 2022 ..
“المسألة لا تقتصر على أفغانستان، المطلوب وضع حد لحقبة من عمليات التدخل العسكري الكبرى الهادفة إلى إعادة بناء دول أخرى” بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في الرابع من أيلول نهاية حقبة امتدت 20 عاماً من التواجد الأمريكي في أفغانستان
بايدن أعلن انتهاء لعب بلاده دور «شرطي العالم» ليبدأ مرحلة جديدة هي التدخل عن بُعد دون تواجد مباشر
«الشرطي يدعم الممثل»
عام 2015 عرض التلفزيون الأوكراني مسلسلاً كوميدياً بعنوان “خادم الشعب”
المسلسل يحكي قصة مدرس تاريخ يصوره أحد طلابه وهو يلقي خطاباً حماسياً ومليئاً بالألفاظ النابية ضد الفساد الحكومي.
مقطع الفيديو هذا انتشر كالنار في الهشيم .. ما دفع الناس لدعوة الأستاذ للترشح لرئاسة الدولة
وبالفعل هذا ما حدث .. والمدرس أصبح رئيساً لأوكرانيا
الدراما تحولت إلى حقيقية
عام 2019 الممثل الذي لعب دور الأستاذ وهو فولوديمير زيلينسكي ترشح للرئاسة في أوكرانيا
ووصل إلى سدة حكم ثاني أكبر دولة مساحةً في أوروبا.
تابعونا عبر فيسبوك
«زيلينسكي الورقة الأمريكية لمواجهة روسيا»
الانضمام إلى حلف الناتو
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
تسليح الجيش الأوكراني
نشر صواريخ الناتو الاستراتيجية داخل أوكرانيا
هي بعض من الامتيازات التي زعمت أمريكا أنها ستقدمها لزيلينسكي مقابل الخروج من العباءة الروسية
لكن بعد 3 سنوات من وصول الرجل إلى الرئاسة.. لم يحصل على شيء
بل إن واشنطن تركته ليواجه مصيره بمفرده مع بدء الهجوم الروسي عام 2022
زيلينسكي نفسه قال في بداية المعارك إنه اتصل بجميع زعماء الدول الداعمة له دون أن يجيب منهم أحد.
في حين أعلن الناتو صراحة أنه لن يدخل في صراع عسكري مع روسيا من أجل أوكرانيا!
لتكون صورة زيلينسكي في مخبئه شبيهة بالمطلق بصورة سايغون الفيتنامية
«زيلينسكي نسخة عن المعارضة السورية»
بعد حشد إعلامي ودعم سياسي وعسكري ولوجستي على مدار سنوات
بدأت واشنطن رحلة التخلي عن حلفائها في سوريا
عام 2018 بعثت واشنطن برسالة إلى المعارضة السورية مفادها،
ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها في التصدي لتقدم الجيش السوري، وقالت الرسالة حرفياً: “عليكم ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري لأجلكم”
منذ تلك اللحظة تحسست المعارضة السورية رأسها، والرسالة الأمريكية وصل صداها إلى إدلب وشرق الفرات.
بعيد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان شعرت قوات سوريا الديمقراطية بالخوف أكثر
الكونغرس الأمريكي زاد الطين بلّة بعيد وصول القوات السورية والروسية إلى عمق شرق الفرات منتصف العام الماضي،
الكونغرس أصدر قراراً برفض تمرير بند ميزانية البنتاغون المتضمنة تقديم دعم عسكري ومالي لقسد.
وهكذا رمت واشنطن حلفائها في سوريا إلى المجهول .. وبقي الدعم مقتصراً على حقول النفط فقط
فهل تتكرر صورة هولبرت فان إس في شرق الفرات وكييف قريباً؟
شاهد أيضاً: موسكو لـ«الغرب»: سنؤلمكم