آخر الاخباررأس مال

كيف يتحكم الدولار باقتصادات العالم وهل سينهار قريباً؟

قال الباحث والمحلل الاقتصادي وليد أبو هلال، إن تطورات الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ساهمت بشكل كبير في تزايد التكهنات المتشائمة بشأن مستقبل الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أبو هلال في تحليله أن الصين وروسيا تتزعمان التكتل المناهض للدولار، والذي يسعى لعالم متعدد الأقطاب، وتدشين نظام نقدي عالمي جديد بعيداً عن هيمنة الدولار الأمريكي على غالبية التجارة العالميّة.

تابعونا عبر فيسبوك

ويكثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن قرب انتهاء عصر الدولار الأمريكي كعملة احتياطي عالمي، وذلك في ضوء تطورات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادَين في العالم الولايات المتحدة والصين، وكذلك مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من عقوبات قاسية فُرضت على روسيا من قبل الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.

تتزعّم كل من الصين وروسيا التكتل الذي يسعى لعالم متعدد الأقطاب، وإلى نظام نقدي عالمي جديد، وجاءت هذه التطورات بعدما أسرفت الولايات المتحدة في استخدام ميزة كون الدولار عملة احتياطي عالمي مهيمنة على كل العملات الرئيسية، في تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.

ويمكن القول إن هذا التكتُّل المناهض للدولار قد بدأ بالفعل خطوات نحو تحقيق هدفه المنشود، ولو على المدى المتوسط، سواء كان ذلك من خلال تخفيض الاحتياطيات النقدية من الدولار الأمريكي لدى الدول المشاركة في هذا التكتل، أو من خلال استبعاد الدولار في إنجاز التجارة البينية فيما بينه وأطراف أخرى أيضاً، إضافة إلى السعي مؤخراً لتبادل مصادر الطاقة فيما بينه بعملاته المحلية.

وقد دخلت السعودية هذا الخط، إذ أعلنت بشكل مبدئي أنها لا تمانع بيع النفط للصين، وهي أكبر مشترٍ للنفط السعودي باستخدام عملة اليوان الصيني.

وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن الدولار لن يتزحزح عن عرشه في المدى القريب، أي خلال السنوات الخمس القادمة، نظراً إلى ما تمتاز به الولايات المتحدة، فبجانب قوة الاقتصاد الأمريكي وتنوعه المدعوم بقوة عسكرية هي الأعظم في العالم وتحالفات ثنائية راسخة، يكفي أن نشير إلى بعض الأرقام والبيانات الخاصة بالدولار كعملة.

دول أخرى في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا تربط عملاتها بالدولار الأمريكي، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر، حتى اليوان الصيني ورغم تعويمه على الورق فإنه يبقى مرتبطاً بالدولار بسبب تدخُّل الدولة بوضع حدود لارتفاعه أو انخفاضه مقابل الدولار، وعدم السماح لقوى العرض والطلب بحرية تحديد سعر صرفه مقابل الدولار الأمريكي.

ورغم أن الانهيار ليس قريبًا كما يبدو، إلا أن على العالم ومن ضمنه الدول العربية أن يستعدّ لهذا التغيير ولو على المدى المتوسط 10-25 عاماً.
الآثار المتوقعة لانهيار الدولار الأمريكي المحتمل على العالم العربي تتعلق بتأثُّر العملات العربية المرتبطة بالدولار من ناحية، ومن ناحية أخرى تأثر احتياطيات البنوك المركزية العربية.

وتمتلك السعودية سندات خزانة أمريكية بقيمة 118 مليار دولار، وهو أقل قليلاً من رُبع احتياطي المملكة، ويشكّل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

لمواجهة احتمالية تزعزع مكانة الدولار، سواء على المدى القريب أو حتى المتوسط، لا بدَّ للدول العربية من اتخاذ بعض الخطوات المهمة، منها: البدء ولو بشكل تدريجي بتخفيض قيمة استثماراتهم في السندات الأمريكية، والعمل على تنويع احتياطيات البنوك المركزية العربية، بحيث تحتوي على سلة من العملات الرئيسية ومن ضمنها اليوان الصيني، ومن ناحية أخرى النظر بأن تتحول الدول العربية التي تربط عملتها بالدولار إلى الربط بسلة من العملات الرئيسية، كالكويت مثلًا.

شاهد أيضاً:بريطانيا.. إضراب جديد لموظفي هيئة ترخيص السائقين

زر الذهاب إلى الأعلى