أردوغان في القصر الأبيض من جديد.. ماذا يعني ذلك ؟!
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القصر الأبيض من جديد، بعد ساعات كانت تفصله عن احتمالية مغادرته إثر منافسة قوية شهدتها الانتخابات التركية، حسمها أردوغان بفارق ضئيل عن مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
بعد إعلانه الفوز في الانتخابات الرئاسية في جولتها الثانية، كيف ستبدو الصورة، في داخل تركيا وخارجها في ظل العهد الجديد لأردوغان؟!
قبل أسبوعين، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنّ “القادة الأوروبيين سيسعدون بوجود “تركيا أسهل”، في إشارة إلى الرغبة الأوروبية في أن يخسر الرئيس التركي الحالي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “الغربيين، ولا سيما الإدارة الأمريكية، يودون رؤية أردوغان خاسراً، لمصلحة المعارض كمال كليتشدار أوغلو”.
وقالت “نيويورك تايمز”: إنّ تركيا، العضو المهم والإستراتيجي في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أصبحت، تحت حكم أردوغان، “شريكاً مزعجاً بشكل متزايد للاتحاد الأوروبي”.
إلا أنّ “الناتو”، بحسب الصحيفة، يأمل أن يؤدي تغيير القيادة التركية “إلى إنهاء المواجهة بشأن الموافقة على عضوية السويد في الحلف”، قبل القمة المقرر عقدها في فيلنيوس، بليتوانيا، في تموز المقبل.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي الداخل التركي، سعت المعارضة ومرشحها، كمال كليتشدار أوغلو، الذي سمّاه الإعلام الغربي بـ”غاندي تركيا”، إلى الإطاحة بأردوغان.
ورأت مؤسسات دولية، أنّ هامش التفكير الإبداعي للغرب سيكون محدوداً مع فوز أردوغان، فـ”21 عاماً من الخبرة مع الحكومة الحالية استنفدت في الغالب توقعات الغرب بتحسين نوعي في العلاقات”.
وخروج الرئيس التركي من هذا الاستحقاق منتصراً يعني، وفقاً للمؤسسات، أنّ أردوغان و”إحساسه الذي لا يقهر” سيصل إلى مستويات عالية جديدة، ما سيزيد من ما سمّته “سلوكه الناري”.
أما عن العلاقات بين أنقرة وواشنطن وباقي العواصم الغربية، قالت المؤسسات الدولية، إنّها ستكون “خاليةً من المرونة، وعرضةً للأزمات الظرفية”، والسبب وراء ذلك يكمن في أنّ تركيا ستكون بحاجة ماسة إلى التدفقات المالية الأجنبية بفعل الضائقة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ما سيدفع أردوغان إلى إدارة سياسة بلاده الخارجية ضمن قيود هذا الواقع.
لكن في الوقت ذاته سيستمر زعيم حزب العدالة والتنمية في “رؤية تركيا كقوة إقليمية، وعضو في نادٍ جديد من البلدان”، يضم الصين وروسيا، التي ترى نفسها كتلة سلطة مستقلة، بحسب معهد الدراسات التركية بجامعة ستوكهولم.
بينما قال “الكونسورتيوم الأوروبي للأبحاث السياسية”: إنّ “نهج المعاملة التركية في السياسة الخارجية سيستمر مع بقاء أردوغان في السلطة”، وستستمر العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي، “من دون أي تقدم نحو المشاركة البناءة”.
وفي شرق المتوسط، رأى الموقع أنّ التوترات لن تنحسر مع قبرص واليونان، بل إنّها قد تتفاقم، مع ضغط أنقرة من أجل حل الدولتين عن الجزيرة.
أما في سوريا، فتوقّع الموقع استمرار محاولات الحكومة التركية، تحت حكم أردوغان، لتطبيع علاقاتها مع سوريا، ودول أخرى. ومن شأن ذلك أن يسهّل عودة بعض اللاجئين السوريين إلى وطنهم، كما قال الموقع، مع الالتفات إلى أنّ موضوع اللجوء تصدّر اهتمامات الناخبين الأتراك.
وفيما يُتوقّع أن تكون العلاقات مضطربةً مع الغرب، يُنظر إلى أنّها ستكون أكثر استقراراً مع روسيا، خصوصاً بعد مشاركة أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في احتفال رسمي، بمناسبة بدء تزويد محطة “أكويو” للطاقة النووية بالوقود النووي، قبيل أيام من بدء الانتخابات العامة في تركيا.
شاهد أيضاً : عهد جديد لأردوغان.. هل تستمر تركيا بنفس سياستها الخارجية ؟!