“تراجع الخصوبة”.. خطر يهدد العالم ؟!
يرى باحثون أن العالم غير مستعد لمواجهة انهيار في عدد الولادات لما له من تأثير بالغ على المجتمعات.
ويعني تراجع معدل الخصوبة أن كل دولة تقريباً ستسجل تقلصاً في عدد سكانها بحلول نهاية القرن، ويتوقع أن تشهد 23 دولة، من بينها إسبانيا واليابان، تناقص عدد سكانها إلى النصف بحلول عام 2100.
وتوقعت مجلة “ذا إيكونوميست” (The Economist) أن يتوقف ارتفاع عدد سكان العالم منتصف هذا القرن، وينتهي بأقل مما هو عليه اليوم، مستعرضةً آثار انهيار الخصوبة على البشر والمجتمعات.
تابعونا عبر فيسبوك
المجلة البريطانية قالت في تقرير لها إنه ومنذ الثورة الصناعية انفجر عدد سكان العالم وثرواتهم، ومن المتوقع أن يتقلص عدد الأشخاص على هذا الكوكب قبل نهاية هذا القرن لأول مرة منذ “الموت الأسود” (الجائحة الأكثر فتكاً في تاريخ الإنسان في القرن 14 بسبب الطاعون، وأودت بحياة ما بين 75 و200 مليون شخص).
وأوضحت أن السبب الجذري لانخفاض عدد السكان ليس ارتفاع عدد الوفيات، لكنه يعود إلى انخفاض عدد المواليد، ففي كثير من أنحاء العالم ينهار معدل الخصوبة (متوسط عدد المواليد لكل امرأة).
وأشار التقرير إلى أن أكبر 15 دولة في العالم حسب الناتج المحلي الإجمالي لديها معدل خصوبة أقل من معدل الإحلال، ومن بينها أمريكا، وجزء كبير من العالم الغني، والصين والهند، اللذان يمثلان معاً أكثر من ثلث سكان العالم.
وأضاف أنه بحلول عام 2030، ستكون أعمار أكثر من نصف سكان شرق وجنوب شرق آسيا أكثر من 40 عاماً، ومع موت المسنين وعدم إحلالهم بالكامل، من المرجح أن يتقلص عدد السكان.
وعن المشاكل المتوقعة لتقلص عدد السكان، يشير التقرير إلى قلة عدد الشباب، الأمر الذي يجعل دعم المتقاعدين في العالم يزداد صعوبة، إذ يعتمد المتقاعدون على عمل من هم في سن العمل، إما من خلال الدولة التي تفرض ضرائب على من هم في سن العمل لدفع معاشات التقاعد العامة، أو عن طريق صرف المدخرات لشراء السلع والخدمات، أو لأن الأقارب يقدمون الرعاية من دون أجر.
وأشارت “ذا إيكونوميست” إلى أن معدل من هم في سن العمل في العالم الغني إلى المتقاعدين هي: 3 مقابل واحد، وبحلول عام 2050 ستكون: أقل من اثنين مقابل واحد، وإن الآثار المترتبة على ذلك هي ارتفاع الضرائب، وانخفاض العوائد الحقيقية للمدخرين، وربما أزمات الميزانية الحكومية.
وبانخفاض عدد الشباب، سيفقد العالم قدراً مما يسميه علماء النفس “الذكاء السائل”، أي القدرة على التفكير الإبداعي لحل المشكلات بطرق جديدة تماماً، وجلب التغيير.
وبحسب المجلة البريطانيّة فإنَّ تراجع معدل الخصوبة لا يتعلق بالقدرة الجنسية، بل يتعلق الأمر بميل المزيد من النساء إلى الحصول على التعليم والعمل، بالإضافة إلى توفير موانع الحمل بشكل واسع، وهو ما جعل النساء يخترن إنجاب عدد أقل من الأولاد.
ومن هذه الناحية فإن تراجع معدل الخصوبة نتيجة إيجابية.