“متلازمة بيكا”.. لماذا يشتهي البعض الطين والصابون والبلاستيك؟!
قد نسمع كثيراً عن أشخاص يتناولون الطين ويستمتعون بأكله، وقد تلاحظ الأم أن طفلها يقوم بابتلاع ما يصادفه برغبة ملحّة كالتراب والحشرات، فيما قد نصادف أشخاصاً يقومون بابتلاع مواد غريبة، فيما قد نصادف أشخاصاً يقومون بابتلاع مواد غريبة وغير غذائية كالحديد والأدوات الصلبة.
تابعونا عبر فيسبوك
الحالات السابقة جميعها تعاني من متلازمة بيكا، التي تعد اضطراباً غذائياً يدفع الأشخاص لأكل مواد غير غذائية، وذكرت بعض الدراسات أن مرضى بيكا يبحثون عما يمكن أن يعوض حاجة جسمهم من الحديد والكالسيوم والزنك، لذلك يلجؤون إلى مصادر غير غذائية لتعويض هذا النقص، إلا أن دراسات أخرى نفت هذا الاحتمال، واصفة إياه بالسلوك الخاطئ فقط، أو بالثقافة الاجتماعية السائدة.
وترى الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وعلم النفس الجسدي وعلم الأعصاب أن “متلازمة بيكا” اضطراب يندرج ضمن اضطرابات الأكل، ويُصيب الأطفال والبالغين.
وأكّدت الجمعية الألمانية أن “متلازمة بيكا” تعني أكل أشياء غير مخصصة للأكل مثل الورق والقماش والرمل والطين والصابون والألوان والشعر.
وقالت الجمعية إن أسبابها لدى الأطفال تكمن في التأخر العقلي، أو اضطراب العلاقة بين الأم وطفلها، في حين ترجع أسبابها لدى البالغين إلى أمراض نفسية خطيرة مثل الفصام والخرف.
وأوضحت الجمعية أن “متلازمة بيكا” يترتب عليها عواقب جسيمة تتمثل في التسمم، وإصابات الجهاز الهضمي، وانسداد الأمعاء وسوء التغذية، مشيرةً إلى أنه يمكن علاج هذه المتلازمة من خلال العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي، والأدوية النفسية.
ولا يوجد اختبار لتشخيص متلازمة بيكا، فالأطباء يعتمدون على عوامل عديدة منها تاريخ الحالة، لذا يجب أن يكون المريض صادقاً مع الطبيب، وأن يتحدث بكل صراحة عن المواد التي يتناولها، حتى يتمكن الطبيب من الوصول للتشخيص الدقيق للحالة.
وفي أوقات كثيرة يلجأ الطبيب لفحص دم المريض، لمعرفة ما إذا كان لديه مستويات منخفضة من الزنك أو الحديد، حيث قد يرتبط نقص المغذيات في بعض الأحيان بمتلازمة بيكا.