آخر الاخباررئيسيسياسة

استماتة “إسرائيلية” على تلال كفر شوبا.. ما علاقة سوريا ؟!

عاد الهدوء الحذر ليسود المنطقة بعد أحداث كادت أن تشعل الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عند منطقة كفر شوبا، حيث شهدت اشتباكات بين متظاهرين لبنانيين وقوات الاحتلال “الإسرائيلي” التي استخدمت قنابل دخانية وصوتية.

وخرج العديد من اللبنانيين في تلك المنطقة، للاحتجاج على أعمال حفر “إسرائيلية” تهدف إلى ضم أراضيهم الزراعية وإقامة سياج حدودي جديد.

إذ يقوم جيش الاحتلال “الإسرائيلي” منذ نحو أسبوع بتجريف الأراضي وحفر خنادق وإقامة سياج جديد بمحاذاة السياج الحالي، الأمر الذي اعتبره الأهالي “تغييراً في معالم الأرض”.

وقالت وسائل إعلام لبنانية، إن “جرافة عسكرية إسرائيلية، قامت بدفن لبناني تحت التراب، أثناء محاولته منع قوات الاحتلال من تجريف أرضه، قبل أن تتمكن قوات الأمم المتحدة من إنقاذه في اللحظة الأخيرة”.

تابعونا عبر فيسبوك

وتقع بلدة كفر شوبا على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ أو كما يطلق عليه أيضاً “جبل الحرمون”، وداخل مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين.

ورغم أن تلك المنطقة قابعة تحت سيطرة قوات “فك الاشتباك” التابعة للأمم المتحدة، فإنها تعاني من مشكلة تدخلات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” الذي يسيطر بالفعل على تلال كفر شوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر جنوب لبنان.

إذ بقيت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” تحتل تلك المناطق، معتبرةً أنها مناطق سوريّة وليست لبنانيّة، وبالتالي فإنّ قرار الأمم المتحدة 425 الذي ينص على انسحاب “إسرائيل” من جنوب لبنان لا يشمل تلك المناطق، وهو ذات الأمر الذي تعترف به الأمم المتحدة.

فبعد الانسحاب “الإسرائيلي” من جنوب لبنان عام 2000، قام فريق من الأمم المتحدة بترسيم خط الانسحاب المعروف بـ”الخط الأزرق” على طول الحدود الجنوبية للبنان، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وأجزاء من قرية الغجر.

وبالتالي اعتبرت الأمم المتحدة أن “إسرائيل نفذت بالكامل القرار 425 بالانسحاب من جنوب لبنان، وأن مزارع شبعا ليست لبنانية، بل سورية وتخضع لمسؤولية قوات (فك الاشتباك)”، وليس “اليونيفيل” وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام.

واستولت قوات الاحتلال “الإسرائيلية” على المزارع الـ13 وتلال كفر شوبا- المعروفة مجتمعة باسم مزارع شبعا- خلال “حرب النكسة 1967″، التي احتلت خلالها “إسرائيل” أيضاً مرتفعات الجولان في سوريا.

تابعونا عبر فيسبوك

في عام 2000 قضت الأمم المتحدة بأن مزارع شبعا هي أراض سورية، وأن مصيرها مرتبط بمحادثات السلام المستقبلية بين “إسرائيل” وسوريا.

اعترض بعدها لبنان، بدعم من سوريا، على هذا القرار، وشُنّت حملة متفرقة من هجمات الكر والفر على القوات “الإسرائيلية” في مزارع شبعا.

بعد الحرب التي استمرت شهراً في عام 2006، وافقت الأمم المتحدة، بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، على إعادة النظر في قضية لبنان بشأن مزارع شبعا، وعينت فريقاً لبدء رسم خرائط المنطقة.

وفقاً لما ذكره موقع Teller Report فإنّ لتلال كفر شوبا أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لدولة الاحتلال “الإسرائيلي” أهمها:

أنها تحتوي على خزان مياه ضخم تبلغ سعته حوالي مليار و200 مليون متر مكعب، وهذه المياه تزود الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنها تقع على ارتفاع ما بين 1200 و1500 متر عن سطح البحر، وهو ما يجعلها تطل بعمق على كل من الأراضي المحتلة والبقاع اللبناني، ما يجعلها موقعاً عسكرياً استراتيجياً مهماً لـ”إسرائيل”.

وأضاف الموقع أن قوات الاحتلال نصبت على أحد التلال واحداً من أهم أبراج المراقبة في الشرق الأوسط، والذي يمكنهم من خلاله مراقبة العاصمة السورية دمشق بأكملها.

في حين ترى صحيفة The Christian Science Monitor أنّ تلال كفر شوبا مهمة لـ”إسرائيل”، لأنها تشكل حلقة الوصل للتطورات الرئيسية في بلاد الشام، والتقدم في محادثات السلام غير المباشرة بين “إسرائيل” وسوريا.

شاهد أيضاً : صحيفة: أمريكا وإيران تقتربان من اتفاق وفق مطالب متبادلة

زر الذهاب إلى الأعلى