لهذا تم نشر الأسلحة النووية الروسية التكتيكية في بيلاروسيا ؟!
كشف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الأسبوع الفائت عن إمكانية استخدامه للأسلحة النووية الروسية التكتيكية، التي تم نشرها مؤخراً في بلاده، إذا ما تعرّضت بلاده لأي خطر، الأمر الذي رآه الغرب تطوراً مخيفاً في المنطقة.
وبحسب موقع “Responsible Statecraft” الأمريكي، “أكد لوكاشينكو أنه لن يتردد في استخدام تلك الأسلحة إذا تعرضت بلاده للهجوم”.
وتبدو أهداف روسيا هنا سياسية أكثر منها عسكرية، وسواء أكانت مطمئنة أم لا، ستظل الأسلحة أيضاً تحت القيادة والسيطرة الروسية. ومن خلال دفع بعض القوات النووية لبلاده غرباً إلى بيلاروسيا، فإن لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدداً من الأهداف السياسية في الغالب التي يأمل في تحقيقها”، بحسب ما أفاده الموقع الأمريكي.
وتابع الموقع، “أولاً، وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فهو يريد أن يسلط الضوء مرة أخرى على عدم قدرته على التنبؤ، وتحديداً استعداده لتصعيد النزاع إذا تم تجاوز بعض الخطوط الحمراء”.
وتبدو تهديدات بوتين المتكررة باستخدام الأسلحة النووية، حتى تلك التي سيتم وضعها قريباً على حدود بولندا، “تهديداً ورغبة متساوية في ارتكاب إيذاء النفس”، وفق الموقع.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف الموقع، “إن تسليط الضوء على إمكانية حدوث تبادل نووي حول الحرب في أوكرانيا، يخدم أيضاً الهدف السياسي الثاني لموسكو، وهو إيجاد واستغلال القضايا السياسية المثيرة للانقسام التي يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام الأوروبي، نظراً لقربها من الصراع في أوكرانيا والتكاليف البشرية والبيئية والاقتصادية التي لا يمكن تجنبها، والتي قد تنجم حتى عن الاستخدام المحدود للأسلحة النووية التكتيكية في ذلك البلد، ليس من المستغرب أن يكون تصعيد النزاع مصدر قلق حقيقي وفوري أكثر لسكان برلين وبودابست وبراتيسلافا مقارنة بسكان دالاس ودنفر وديترويت”.
وتابع الموقع، لا تزال هناك أشياء تقوم بها الحكومة الروسية بشكل جيد، وتبقى العمليات الإعلامية مصدر قوة للحكومة الروسية.
فموسكو، إما ستخلق أو ستستغل الفرص لـ”التلاعب بالرأي العام الأوروبي والأمريكي”، ومهما كانت مخاطر التصعيد، فإن روسيا “تستفيد من إثارة القلق”.
ولعل الأهم بالنسبة للكرملين، مع ذلك، هو أن “إعادة نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا، الذي يمثل تقدماً حقيقياً في جهود بوتين لإعادة تشكيل “روسيا الكبرى”. مثل أوكرانيا وكازاخستان، تخلت بيلاروسيا في التسعينيات عن كافة الأسلحة النووية الموروثة التي ظلت على أراضيها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.
وبحسب الموقع، “في حين أن نقل الأسلحة النووية التكتيكية الروسية إلى بيلاروسيا لا يبدو أنه ينتهك بروتوكول لشبونة لعام 1992 لمعاهدة ستارت، إلا انه يعيد الصفحات إلى الوراء في فصل من التاريخ سبق وقال بوتين إنه “مأساة” لروسيا و”انهيار روسيا التاريخية”.
وعلى الرغم من أن نقل الأسلحة النووية التكتيكية الروسية إلى الأراضي البيلاروسية لم يتم الإعلان عنه على هذا النحو، إلا أنه يجب أن يُنظر إليه على أنه جزء من “الضم” التدريجي بين روسيا وبيلاروسيا، وسيكون نجاح هذا المشروع ذا أهمية خاصة للرئيس الروسي محلياً.
وختم الموقع، “نظراً لأن بيلاروسيا الآن هي الهدف الوحيد لوجدان موسكو، فإن احتمالية حدوث أي تطور ذي مغزى قريب أو متوسط المدى نحو الديمقراطية أمر قاتم.
بالنسبة للرئيس لوكاشينكو نفسه، قد يجد أن “هذا النوع من التصريحات العدائية مثل تلك التي أدلى بها للصحافة في مينسك الأسبوع الماضي هي الحدود العملية لاستقلاله السياسي عن موسكو”.
شاهد أيضاً : الخطر أصبح كبيراً.. من هو رجل بوتين في الناتو ؟!