إجراءات أمنية غير مسبوقة في العاصمة موسكو.. روسيا على وقع التمرد ؟!
بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة روستوف الروسية، وخروج الأوضاع عن سيطرة السلطات الروسية، نتيجة تمرد قوات “فاغنر” العسكري في المدينة، مع دعوة “بريغوزين” قواته للإطاحة بالقيادة العسكرية في البلاد.
عززت السلطات الروسية الإجراءات الأمنية وأصدرت مذكرة توقيف بحق “يفغيني بريغوزين”، قائد قوات “فاغنر” العسكرية، بسبب الأحداث الجارية منذ ساعات الليل.
وقد شوهد جنود روس في ناقلات جند مدرعة يقومون بتأمين منشآت رئيسية في موسكو، بما في ذلك المناطق القريبة من مجلس الاتحاد ومكتب المدعي العام.
مقاطع الفيديو أظهرت عربات مصفحة منتشرة في وسط موسكو وتحديداً في محيط مجلس الاتحاد ومكتب المدعي العام.
وزعم بريغوزين أن الجيش الروسي قتل عدداً كبيراً من قواته في غارات على معسكرات “فاغنر”، وهي في طريقها إلى روستوف مقر الجيش في المنطقة الجنوبية لروسيا، والتي تشرف أيضاً على القتال في أوكرانيا، لكن الجيش نفى وقوع هذه الضربات، ولم يكن هناك دليل مستقل يدعم مزاعمه.
تابعونا عبر فيسبوك
واستغل بريغوزين هذا الوضع ووجه انتقاداته لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو ورئيس أركان القوات المسلحة فاليري جيراسيموف، متهماً إياهما بقيادة روسيا إلى الحرب في أوكرانيا بناءً على روايات كاذبة.
ويُعتقد أن في صلب عملية التمرد مطالبة وزارة الدفاع الروسية جميع المجموعات شبه العسكرية والشركات العسكرية الخاصة، بما في ذلك “فاغنر”، بتوقيع عقود رسمية لتكون تحت سيطرة الوزارة.
يفغيني بريغوزين هو صاحب مجموعة فاجنر شبه العسكرية، التي أصبحت واحدة من الشخصيات القوية في روسيا من خلال ارتباطه بالرئيس بوتين.
واستفاد بريغوزين من الحرب في أوكرانيا من خلال تكديس السلطات والشعبية من خلال قيادة مجموعة “فاغنر”، التي كانت تتألف من قوات لها خبرة في المعارك ومدرجة على قوائم رواتب الحكومة الروسية.
وقد استخدم الخطاب الشعبوي وانتقد النخب الروسية، وحصل على عدد كبير من المتابعين.
“بريغوزين” جند أعضاء سابقين في الجيش الروسي، وخاصة من القوات الخاصة والوحدات الانتقائية، وكذلك مقاتلين من السجون الروسية بوعود بالعفو، كما سمح له بتأسيس مراكز تجنيد في جميع أنحاء روسيا.
وتحت قيادة بريغوزين، أصبحت مجموعة “فاغنر” قوة عسكرية عالية المهارة ساعدت في تحقيق أهداف روسيا في نزاعات مختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا وسوريا وليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وحث القادة العسكريون الروس البارزون الذين سبق لهم العمل مع “فاغنر” مقاتلي الجماعة على التوقف قبل أن تتصاعد الامور إلى حرب أهلية، وأكدوا أهمية تجنب الصراع الداخلي داخل البلاد.
ودعت دائرة الأمن الفيدرالية الروسية (FSB) قوات “فاغنر” إلى اعتقال “بريغوزين”، وأكد الكرملين أن الرئيس بوتين قد تم إبلاغه بالوضع وأنه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
شاهد أيضاً : قائد فاغنر يعلن دخوله الأراضي الروسية والتوجه نحو موسكو