“تمرد فاغنر” من الألف إلى الياء.. كيف بدا السبت الساخن في روسيا ؟!
تمرد مسلح قامت به قوات “فاغنر” بقيادة “يفغيني بريغوجين”، ودام لـ24 ساعة وينتهي بعد وساطة بيلاروسية من الرئيس ألكساندر لوكاشينكو، نص على مغادرة بريغوجين، بعد محاولة الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بسحق “التمرد المسلح”، بعد ساعات من سيطرت قوات فاغنر على مدينتي روستوف وفورونيج، وزحف قوة من 5 آلاف رجل باتجاه موسكو.
وقبل تطور الأحداث، اتسمت تصريحات بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية، وتحديداً ضد وزير الدفاع سيرغي شويغو، بالحدة ووصلت حد الإهانات، وذلك على خلفية تزويد جماعته بالذخيرة والأسلحة.
التمرد بدأ الجمعة بعد نشر بريغوجين مقطع فيديو “صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا، ولأول مرة يرفض مبررات موسكو الأساسية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
واتهم بريغوجين القوات الروسية بقصف قوات “فاغنر” الأمر الذي تسبب بمقتل الآلاف من رجاله، وتعهد بالرد.
تابعونا عبر فيسبوك
في سلسلة من التسجيلات الصوتية اللاحقة، قال بريغوجين إن “شر” القيادة العسكرية الروسية “يجب أن يتوقف” وإن قوات “فاغنر” سيقودون “مسيرة من أجل العدالة” ضد الجيش الروسي.
فيما رد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريغوجين، قائلاً إنه دعا إلى “تمرد مسلح”.
وحث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفكين مجموعة “فاغنر” على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.
وقال بريغوجين: إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا وهم على استعداد للذهاب “إلى أبعد مدى” في معارضتهم للجيش الروسي، ليدخل مقاتلو “فاغنر” بعدها مدينة روستوف جنوب روسيا، حسبما قال بريغوجين في تسجيل صوتي نُشر على تلغرام.
المدعي العام الروسي إيغور كراسنوف أبلغ بوتين رسمياً بالقضية الجنائية ضد بريغوجين بتهمة “التمرد المسلح”.
تابعونا عبر فيسبوك
ومع تصاعد الانتشار المسلح لقوات “فاغنر”، حاكم منطقة روستوف نصح السكان الالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم حيث أصبح من الواضح أن قوات “فاغنر” قد سيطرت على مدينة روستوف.
وزارة الدفاع الروسية أصدرت بياناً ناشدت فيه مقاتلي “فاغنر” التخلي عن زعيمهم، قائلة إنهم “خدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية”.
مصدر أمني روسي قال لـ”رويترز”: إن “مقاتلي فاغنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو”.
بوتين ألقي خطاباً عبر التلفزيون تعهد فيه بسحق “التمرد المسلح” واتهم بريغوجين “بالخيانة” وبتوجيه “طعنة في الظهر” لروسيا، لكن بريغوجين رفض اتهام بوتين له ولجماعته بالخيانة، ونقل عنه القوا إنه “سيكون لروسيا رئيس جديد”.
وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، إن “قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريغوجين واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر”.
وفتحت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية تابعة للجيش النار على قافلة من “متمردي فاغنر”، بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال الليل.
بعد ذلك تواصل رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو مع الرئيس الروسي، وعرض الوساطة لإنهاء “التمرد المسلح”، حيث قبل بريغوجين الوساطة وأمر مقاتليه بالعودة إلى قواعدهم السابقة في لوغانسك لـ”تجنب إراقة الدماء”.
من جانبه أعلن الكرملين إن “بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا بعد الاتفاق، كما سيتم إسقاط التهم الجنائية ضده، كاشفاً أن الرئيس الروسي هو الضامن لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه بوساطة من لوكاشينكو.
وأعلن الحاكم الإقليمي لمدينة روستوف فاسيلي غولوبيف، عبر تلغرام، أن “مقاتلي فاغنر غادروا المدينة بعد أن سيطروا عليها السبت وتوجهوا نحو معسكراتهم”.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام روسية أنه “تم رفع جميع القيود المفروضة على الطرق السريعة في البلاد، مضيفة أنه تم إبقاء الإجراءات الأمنية على حالها على الطريق السريع بين موسكو وتولا.
شاهد أيضاً : الكرملين يكشف تفاصيل التسوية مع قائد فاغنر