هل فعلاً “خدعت” قوات “فاغنر” الاستخبارات الأمريكية ؟!
خلال الأحداث الساخنة التي شهدتها روسيا السبت الماضي وتمرد قوات “فاغنر” على القيادة العسكرية الروسية، لم يخرج أي تصريح روسي يشير إلى “عمالة خارجية لقائد قوات “فاغنر” أو عناصرها، رغم وصف الرئيس فلاديمير بوتين للحدث بـ”الخيانة العظمى للباد”.
فعلى غير العادة في مثل هذه الأزمات لم تستدعٍ روسيا نظرية المؤامرة، وتورط جهات أجنبية في تمرد قائد قوات “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، وحين ظهر الرئيس فلاديمير بوتين، ليعلق على الأحداث، لم يتطرق سوى لـ”خيانة”، و”وطعنة في الظهر”، في إشارة أن الشأن تمرد داخلي.
رغم ذلك ظهرت فبركات كثيرة، حول “عمالة” بريغوجين، ومحاولة لتغيير السلطة في روسيا بدعم غربي، وتضمنت تعليقات القادة الغربيين إشارة إلى تصدعات في النظام، لكن موسكو تعاملت حتى النهاية بتساهل، وحرص قائد “فاغنر” على توضيح مطالبه، بإقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو.
تابعونا عبر فيسبوك
ومن أكثر الفبركات رواجاً في هذا الشأن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي واجهة تقرير تنسب لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز”، تظهر عنواناً يقول إن “بريغوجين أخذ أكثر من 5 ملايين دولار أمريكي من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، في خديعة بحجة تمرده على بوتين”.
ونُشر الخبر في صورة متداولة منسوبة لموقع “لوس أنجلوس تايمز”، تبين فيما بعد أن الخبر “عار عن الصحة”، وهو يعتمد على خطأ محاسبي وقع فيه البنتاغون في تقدير مساعدات زادت التكاليف إلى أكثر من 6 مليارات.
ولم ينشر موقع “لوس أنجلوس تايمز” ولا أي موقع آخر، ولا أي خبر يتعلق بخدعة بريغوجين للاستخبارات الأمريكية، أو البنتاغون، كما لم تثبت التقارير الغربية أي تواصل لقائد “فاغنر” مع جهات أجنبية.
ووضع تمرد عسكري قاده قائد “فاغنر” ضد السلطات الروسية، أوزاره، بعد استسلام بريغوجين، وأمر قواته بالانسحاب إلى خارج الحدود، إثر نجاح وساطة قادها الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو, حليف الرئيس الروسي.
وقد فتحت الأحداث الدراماتيكية في روسيا شهية عشاق نظرية المؤامرة، بين من يعتبر الموضوع مسرحية من إخراج بوتين نفسه، وتمثيل قادة الجيش وقائد “فاغنر”، ومن يلجأ للسخرية، ليحمل الأحداث طابع “الظرافة والدعابة”.
شاهد أيضاً : تغييرات عسكرية روسية قد تحصل عقب أحداث “فاغنر” ؟!