“العنصرية ” تشعل المدن الفرنسية ؟!
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في مقالاً للمعلّق لي هوكستادر، أن المدن الفرنسية مشتعلة بسبب العنصرية المنظمة.
وقال هوكستادر: إنّ ” المشاريع السكنية الواسعة التي تحيط بالكثير من المدن الفرنسية، يسكن فيها أبناء الطبقة العاملة من الأقليات، فالغضب نادراً ما يكون غير ظاهر على السطح، ولأسباب جيدة في العادة، وموجه دائماً نحو الشرطة.
وفي هذا الأسبوع اندلع الغضب الذي يغلي في موجات من العنف في الضواحي والمدن في فرنسا، بعدما قتلت الشرطة شاباً عمره 17 عاماً، اسمه نائل مرزوق، الذي تعود أصول عائلته إلى شمال أفريقيا، حيث مات في بلدة ليست بعيدة عن باريس.
وسجلت لقطات فيديو الحادث للشاب الذي لم يكن مسلحاً، وكان يحاول تحريك سيارته بعيداً عن شرطيين قرب إشارة ضوئية، وانتشر الفيديو كالنار بالهشيم على منصات التواصل الاجتماعي”.
تابعونا عبر فيسبوك
وعلق الكاتب بأن عناصر الشرطة الفرنسية يخرجون أسلحتهم ويطلقون النار بمعدل قليل جداً مقارنة مع الشرطة الأمريكية، وعادة ما ينظر الفرنسيون للعنف والعنصرية على أنها مشكلة أمريكية، وهذا رأي منتشر بين الفرنسيين البيض، إلاّ أنّ الانقسام متجذر في تاريخ البلد الاستعماري، والذي تم التستر عليه من خلال سياسة عمى الألوان.
وفي وسط المهاجرين وأبنائهم، ومعظمهم من شمال أفريقيا ودول الصحراء الأفريقية، المشاعر القوية ضد قوى فرض النظام تسري، ومنذ سنين، عميقاً، ويعتقد الكثيرون أن تعصب الشرطة الفرنسية هو عرض عن المجتمع الفرنسي بشكل عام.
ففي دراسة مسحية تمت قبل فترة للسود والمهجنين المقيمين بفرنسا، جاء أن نسبة 9 من كل 10 واجهوا تمييزاً عنصرياً. وقالت الدراسة إن نصف المشاركين تم وقفهم وطلب منهم تقديم هوياتهم، وهي نسبة أعلى بضعفين عن بقية السكان الذين تحدثوا عن نفس الشيء.
وهذا التنميط العنصري هو واقع يومي للملايين من المقيمين في فرنسا، حتى لو ولدوا وعاشوا فيها لعدة عقود، وعادة ما أُشعِروا بأنهم لا ينتمون للبلد. وسجّلَ الباحثون، ولعدة سنوات، التمييز في التعيينات وفي المدارس والشوارع.
وكان مقتل نائل هو الشرارة التي أشعلت أعمال الشغب في باريس ومارسيليا والمدن الفرنسية الأخرى، وأشعلت النار في فرنسا، وقطعت زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بروكسل واعادته إلى باريس لمواجهة التوترات، وطالب المتظاهرين بفرض الأحكام العرفية، والتي تعني فرض حظر التجول وتسمح للسلطات بمنع الاحتجاجات، في محاولة منه للموازنة بين الدعوة إلى النظام والقانون والتعبير عن غضبه على مقتل نائل غير المبرر.
وختم الكاتب لافتاً إلى أنّ ماكرون أُجبر على مواجهة أعراض المشكلة لا أسبابها، حيث الانقسام متجذر في تاريخ البلد الاستعماري، والذي تم التستر عليه من خلال سياسة عمى الألوان التي لا ترتبط بحياة الناس الحقيقية.
شاهد أيضاً : اللحظات الأخيرة على “تيتان”.. زوجة أحد الركاب تروي التفاصيل ؟!