آخر الاخباررئيسيسياسة

“س- س”.. بُعثت من جديد !

لو عرضت صورة الرئيس السوري بشار الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل سنوات أو ربما قبل أشهر قليلة على السوريين والسعوديين لقال معظمهم إنها ضرب من المستحيل، لكن الأيام أثبتت أن المستحيل في السياسة لا وجود له.

ومن كان نداً في السابق يمكن أن يتحول مع الزمن إلى حليف استراتيجي، السعودية التي قادت الحلف المُعادي للدولة السورية في بداية الأزمة ودفعت بالمليارات لإسقاطها، ها هي اليوم تقود مشروع الحل السياسي لإنهاء الأزمة في سوريا، ليس هذا فقط، بل إن المملكة تقود حالياً مشروعاً دولياً لإعادة دمج دمشق مع محيطها الإقليمي والدولي، وتضغط على أوروبا والغرب لإعادة العلاقات الدبلوماسية وتخفيف العقوبات وإنعاش الاقتصاد السوري، وكل ذلك يؤكد أن ما قبل لقاء الأسد – بن سلمان لن يكون بالمطلق كما بعده.

40 يوماً مرّ على استضافة مدينة جدة السعودية للقمة العربية، التي شهدت مشاركة سوريا للمرة الأولى منذ 12 عاماً، تلك الأيام شهدت حراكاً سياسياً مُكثفاً قادته السعودية والإمارات لتسوية الملف السوري
انطلاقاً من مقاربة “خطوة مقابل خطوة”.

خطوة تنتظر خطوة ؟!

الأردن الذي استضاف لقاءً جمع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ببعض من نظراءه العرب للمرة الأولى خارج أسوار دمشق، طرح مبادرة لبدء حلحلة الأزمة السورية.

تحت عنوان عريض “خطوة مقابل خطوة”، والذي تصدّر لاحقاً المباحثات العربية والاجتماعات الدولية حول سوريا، وبات المستند الذي ترتكز عليه أي تغيّر في التعاطي مع دمشق.

المبادرة تنصّ على تقديم الحكومة السورية مجموعة من الإصلاحات السياسية والأمنية والاقتصادية، مقابل قيام المجتمع الدولي بدعم العملية السياسية في سوريا وتخفيف العقوبات الاقتصادية، ليتم لاحقاً سحب القوات الأجنبية من كامل الأراضي السورية.

تابعنا عبر فيسبوك

حراك سياسي مكثف استمر لسنوات،عام 2018 كان نقطة تحول في الملف السوري، الإمارات اتخذت قراراً بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وفتح سفاراتها في دمشق، لتتبعها البحرين بعد أيام قليلة بالخطوة نفسها، الجهد الإماراتي لكسر الجليد السياسي في الأزمة السورية تكلل بالنجاح مع نهاية عام 2021، عندما زار الرئيس السوري الإمارات والتقى كبار المسؤولين فيها، عام 2023 شهد الحراك الأكبر سياسياً حول سوريا.

وفد استثنائي من البرلمان العربي حط الرحال في دمشق، تلاه زيارة إماراتية لوزير خارجيتها عبد الله بن زايد، وأخرى مصرية لوزير الخارجية سامح شكري، بالتوازي مع اتصالات عربية غير مسبوقة مع الرئيس السوري عقب كارثة الزلزال المدمر، وما كان ليس ممكناً أن يحدث.. حدث بالفعل !

الأنباء التي كان يشكك في صحتها وتدحض حقيقتها، أصبحت أمراً واقعاً، اتصالات مباشرة بين دمشق والرياض، وتطبيع واسع للعلاقات بين البلدين، بدأها وزير الخارجية السوري بزيارة إلى السعودية تلبية لنظيره السعودي، قبل أن يرد وزير الخارجية السعودي الزيارة لدمشق ولقاء الرئيس الأسد، لتعلن الجامعة العربية لاحقاً تعليق تجميد عضوية سوريا، ومن ثم يتلقى الرئيس السوري دعوة رسمية من السعودية لحضور القمة العربية في جدة.

تابعنا عبر فيسبوك

الإمارات رأس الحربة مجدداً لكن بدعم سعودي

لم تكتفِ الإمارات بأن تكون رأس الحربة في جهود الانفتاح العربي على سوريا، بل عمدت إلى تبني مشروع واسع لدمج دمشق في المجتمع الدولي، بعد إعادتها لشغل مقعدها في الجامعة العربية، لكن هذا المرة بدعم سعودي منقطع النظير.

وكالة بلومبيرغ الأمريكية أكدت أن الإمارات والسعودية بدأتا الضغط على دول أوروبية حليفة لهما لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، من أجل الوصول إلى تخفيف العقوبات وإنعاش الاقتصاد السوري،
أملاً في حل سياسي لم تنفع معه سياسة العقوبات.

فكيف ستنعكس عودة الـ س –س على القضايا الإقليمية عموماً وعلى الملف السوري خصوصاً ؟!

شاهد أيضاً: السعودية توافق على طلب سوري.. ماذا في التفاصيل ؟!

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى