رغم التمرد.. لماذا لم يتصرف بوتين بشكلٍ حازم مع فاغنر؟!
ما زالت آثار التمرد الذي قام به قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين تلقي بظلالها على الأحداث في موسكو، بعدما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يبدو تقليم أظافر بريغوجين والحد من نفوذه.
أذ سربت وسائل إعلام تابعة للكرملين صور أسلحة، ومخدرات، وسبائك ذهبية، وشعراً مستعاراً غير مقنع، ولوحة بإطار لرؤوس مقطوعة، على المشاهدين في الأسبوع الجاري عبر سيلٍ من الصور، التي يقولون إنها التقطت خلال مداهمة لمنزل زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين في سانت بطرسبرغ.
لكن محاولة تشويه سمعة بريغوجين بدت معتدلة عند مقارنتها باخرين بحسب تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية علاقات متشابكة جداً ورغم التقليل من شأن أمير الحرب على التلفزيون، يبدو أنه يسافر بحريةٍ في أنحاء روسيا بعد أسابيع من محاولته الزحف على موسكو مع مقاتليه، ما يُشير إلى أنه لا يُعامَل باعتباره العدو الأول للدولة.
وقالت تاتيانا ستانوفايا، الزميلة الأقدم في مركز Carnegie Russia Eurasia Center البحثي: “إنه يتعرض للإذلال حالياً. لقد قرروا قتل بريغوجين السياسي… لكنهم لم يقرروا بعد ما سيفعلونه ببريغوجين كرجل أعمال”.
بينما صرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بأن زعيم الميليشيا لم ينتقل إلى بيلاروسيا مع مقاتليه، كما قال الكرملين.
وفي أعقاب تمرد الـ24 من حزيران، تم رصد طائرة بريغوجين الخاصة وهي تحلق بين موسكو وسانت بطرسبرغ.
فيما نقلت بعض وسائل الإعلام المحلية أنباء مشاهدة أمير الحرب في مواقع مختلفة داخل روسيا. وبدا أن الكرملين لا يكترث للأمر في يوم الخميس، السادس من تموز، حيث قال إنّه “ليست لديه القدرة أو الرغبة” في تعقب بريغوجين.
ويبدو أن بعض أجزاء إمبراطورية بريغوجين التجارية تواصل عملياتها كالمعتاد، مع استمرار مجموعة فاغنر في تجنيد المقاتلين الجدد مثلاً.
وتمكن بريغوجين من استرداد نحو 110 ملايين دولار صادرتها السلطات منه نقداً يوم التمرد، بحسب موقع Fontanka الروسي. وبدلاً من نفيه على الفور، حصل أمير الحرب على مساحة للتعامل مع إمبراطوريته التجارية في روسيا وإنهاء الأعمال غير المنجزة، وفقاً لمحللين وأعضاء في نخبة البلاد.
وخلال حديثه إلى الصحفيين في يوم الخميس، أشار لوكاشينكو إلى أن بوتين خفف حدة موقفه من بريغوجين في الأيام الأخيرة.
وأوضح: “من الممكن أن تقول شيئاً أمام العالم لكنك تشعر بشعور مختلف كلياً في مكنون صدرك”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب الصحيفة البريطانية لا يزال من المرجح أن يعتمد بوتين على علاقاته الشخصية الوثيقة بأناس يثق فيهم منذ زمن مثل بريغوجين، بدلاً من إعادة تشكيل نخبته، حتى بعد أن خاطر التمرد بإسقاط روسيا في مستنقع الفوضى، وفقاً لملياردير روسي خاضع للعقوبات.
وصرح الملياردير قائلاً: “يعتمد بوتين على العهود الشخصية غير المكتوبة. ويُمكن وصفه بأنه عطوف إلى حد ما رغم كونه من قياصرة روسيا.
ولدى الكرملين أسبابه للتعامل بحذر مع بريغوجين بالطبع، لكن الحكومة ترى في الصور التي عرضتها على التلفزيون لعبةً عادلة من وجهة نظر المراقبين، بالتزامن مع سعيها لتدمير شعبية زعيم فاغنر.
يُذكر أن انتقادات بريغوجين للجيش هي التي أكسبته شعبيته في المقام الأول. كما عرضت وسائل الإعلام صور مكتب يعج بالتذكارات والأغراض التي يبدو أنها تكشف قسوة فاغنر، ومنها صورة لرؤوس مقطوعة في الصحراء ومطرقة (إرزبة) عملاقة.
شاهد أيضاً: بحركة “غير لائقة”.. مسؤولة أمريكية تثير الغضب في زيارتها إلى الصين !