أمريكا لا تريد الحل في سوريا.. والسبب ؟!
كشفت صحيفة “الأخبار اللبنانية” عن مجموعة من الوثائق الدبلوماسية حصلت عليها، تظهر سعياً أمريكياً إلى عرقلة التطبيع العربي مع سوريا، والحيلولة دون انفتاح الأبواب المغلقة بين دمشق وأنقرة.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، أكّدت في لقاء مع سفراء دول الخليج في واشنطن، أن “إدارة بلادها ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في مقابل تأييد دول عربية عدّة عودتها”.
وأفاد تقرير أعدّته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، بأن ليف قالت في جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي في حزيران 2022، “تضمّنت انتقادات لدول تتواصل مع سوريا ولمشاريع الغاز لصالح لبنان”، إن “الإدارة الأمريكية لن تساند الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية”، مضيفةً أنه “جرى نقل هذه الرسالة إلى جميع العواصم العربية، وعلى أعلى مستوى”.
وفي الجلسة نفسها، عارض عدّة شيوخ جمهوريين أيّ مساندة لإعادة إعمار المناطق التي تخضع لسيطرة الدولة في سوريا، ومرور مشاريع الكهرباء والغاز عبر سوريا إلى لبنان، باعتباره انتهاكاً لـ”قانون قيصر”.
تابعونا عبر فيسبوك
كذلك، أبلغ دبلوماسيون أمريكيون، دولاً عربية، بـ”اعتراض واشنطن على أيّ تقارب مع سوريا”.
وقال نائب السفير الأمريكي في المنامة، ديفيد بروانستين، للقائم بالأعمال الأردني، إن “الولايات المتحدة تتفهّم رغبة الدول العربية في تحسين العلاقات مع سوريا لأسباب سياسية أو اقتصادية، إلّا أنها لا تتّفق معها على أن يتمّ ذلك من دون المحاسبة”، على حد تعبيره.
وقالت مديرية شؤون الخليج في الخارجية الأمريكية، إيفينيا سيدارياس، لدبلوماسي خليجي في واشنطن، إن “المسؤولين الأمريكيين تفاجأوا من قيام سلطنة عُمان برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في سوريا، وإنهم يعارضون هذه الخطوة”.
وكشف مسؤول في ملف الخليج في مجلس الشيوخ الأمريكي، لدبلوماسي خليجي في الولايات المتحدة، أن “الولايات المتحدة أعربت للسلطنة عن استيائها من استضافة الأخيرة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في 21 آذار 2021، خصوصاً أن مسقط لم تبلغ الإدارة الأمريكية بالزيارة مسبقاً”.
أيضاً، تعهّد ديبلوماسيون أمريكيون لوفد من “الائتلاف السوري المعارض”، خلال لقاء بين الجانبين، بـ”منع محاولات إعادة تعويم الحكومة السورية إقيلمياً ودولياً”، وطلبوا من “الائتلاف” الاستمرار في “المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية، برغم تحفّظاته على مخرجاتها”.
أمّا مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، ستيفن هيكي، فقال لسفير خليجي في لندن، إن “التوجّه نحو تطبيع العلاقات بين أغلب الدول العربية وسوريا بات أمراً واقعاً، وإنه لذلك يُستحسن أن يتمّ الأمر مقابل ثمنٍ معقول”. وأقرّ بأن قيام دول خليجية وعربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، “أضعفَ الجهود المبذولة دولياً لعزل الحكومة السورية”.
وفي السياق، تواصلت الإدارة الأمريكية، في شهر آذار من العام الجاري، مع عدد من الحكومات العربية في المنطقة، وسلّمتها دعوة إلى اجتماع بعيد عن الأضواء في عمّان في 21 آذار 2023، على أن يُعقد على مستوى المبعوثين الخاصين حول سوريا.
والجدير ذكره، هنا، أن الدعوة الأمريكية شملت دولاً أوروبية عدّة، ولا سيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إلى جانب تركيا والسعودية ومصر والإمارات والعراق وقطر والأردن، فيما سجّل عدد من الدول العربية تحفّظاته على اللغة التي صيغت بها الدعوة، خاصة لجهة اعتبارها أن “عودة سوريا إلى الجامعة لم تتوفّر شروطها بعد”.
شاهد أيضاً : لقاء الأسد وأدروغان.. تركيا في عجلة من أمرها ؟!