«لهيب في الأسعار».. هكذا سيؤثر رفع سعر الصرف على الاقتصاد السوري؟
منذ مطلع شهر شباط الفائت بدأ المركزي السوري يصدر نشرات يومية بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، فلوحظ خلال هذه الفترة ارتفاع سعر الصرف بشكل متواصل، سيما سعر صرف الحوالات، الذي ارتفع مرتين خلال يومين متتاليين من قبل المركزي.
فإلى ماذا يهدف المركزي من هذا الرفع المتواصل لسعر الصرف، وكيف يؤثر على الاقتصاد في سوريا ؟
تابعونا عبر الفيسبوك
الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الاقتصاد الدكتور شفيق عربش كشف لـ”كيو بزنس”، أن المركزي يحاول اللّحاق بالسوق السوداء فيما يخص سعر الصرف، لكن سرعة السوق السوداء أكبر منه بكثير.
موضحاً أنه منذ أن بدأت هذه الخطوة في مطلع شباط (إصدار النشرات)، كان من المفترض أن يكون مصرف سورية المركزي – بموجب هذه الخطوة، والخطوات التي تلتها- قائداً للسوق السوداء وليس تابعاً لها، “لكن المركزي لم ينجح في أداء هذا الدور”.
يضيف عربش، أن المركزي اتخذ مجموعة من الإجراءات، منها رفع سعر صرف الدولار الجمركي، والقرار الأخير بما يتعلق بتداول العملات والكميات المسموح بخروجها، “كل هذا إضافة لعوامل أخرى أدت إلى زيادة الطلب على الدولار وبالتالي إلى رفع سعره”.
ويرى عربش أن الخطوة الناقصة في إجراءات المركزي هو أنه “يشتري الدولار ولا يبيع، وهذا ما أدى إلى أنه لم يستطع لعب الدور المنوط به”.
وعن تأثير رفع سعر الصرف على الأسعار والاقتصاد السوري قال الاستاذ في جامعة دمشق إن “رفع سعر الدولار سيؤدي إلى لهيب في الأسعار أكثر مما هي ملتهبة”.
مشيراً إلى أن “كل الإجراءات الحكومية التي صدرت أثناء سنوات الحرب على سوريا، لم تكن ناجعة، بل ساهمت بارتفاع أسعار صرف الدولار”.
وأضاف عربش أنه عندما تعلن الحكومة قرارات متتابعة برفع أسعار المشتقات النفطية، سواء البنزين أو الغاز أو الفيول، وتقول أنها تعّدل الأسعار لتصل إلى سعر التكلفة، “فإنها تعلن ضمناً أن سعر الدولار هو أعلى بكثير مما يعلنه مصرف سورية المركزي بنشرته”.
وعن الحلول، قال عربش، أنه لا يمكن أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة إلا بمجموعة من الإجراءات الاقتصادية والنقدية والمالية المتكاملة”.
فمشكلتنا، أنه لدينا إجراء هنا وإجراء هناك، وكلها غير منسقة فيما بينها، لذلك لم تتمكن هذه الإجراءات من أن تفي بالغرض، الذي هو استقرار سعر صرف الدولار، وإطلاق الاقتصاد السوري والعملية الانتاجية، لا سيما في مجال الصناعة. وفق ما ذكر عربش.
وأخيراً كشف الأستاذ الجامعي أن “ميزان سوريا التجاري عاجز بأرقام كبيرة جداً، قد تصل إلى أكثر من 4 مليارات دولار”. وهو ما يؤثر على سعر الدولار أيضاً بشكل سلبي.
شاهد أيضاً «مصدر رزق لكن لها سلبيات».. ما مصير البسطات في دمشق ؟!