قطر في سوريا.. “يا لعيب يا خريب” !
هدأت أصوات المدافع.. وهمدت الحرب قليلاً.. تنفس العرب الصعداء.. وأعادوا حبل المودّة بعد سنواتٍ عجاف.. لكن هناك أصواتاً أخرى دوت وشذت وغنت على ليلاها تحت عنوان “أنا هنا”.
وقفت “تأكل العصي وتعدها”.. فهي خرجت من “المولد السوري” بلا حمص، فأوقدت النار تحت “طبختها المعتادة”.. لإشعال الحرب من جديد تحت عبارة “أكون أو لا أحد يكون”.
القصة بدأت عقب إجماعٍ عربي على عودة “سوريا” إلى الحضن العربي.. باستثناء دولٍ وحيدة غردت خارج السرب الخليجي.. “قطر” أرادت لعب دورٍ رئيسي وإشراك أذرعها السياسية في الحل السوري.. الأمر الذي اصطدم برفضٍ عربي تقدمه “خطٌ أحمرٌ” سوري.. لجماعة “الإخوان المسلمين”.
مشهد السلام الحّار بين الرئيس السوري “بشار الأسد” و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أشعر “الدوحة” وجماعتها أنها خرجت من “المولد السوري بلا حمص”.
فانبرت بكامل ثقلها الإعلامي لمهاجمة الدولة السورية وإعادة سيناريوهات بداية الحرب هناك، وأعادت نشر وفتح الملفات المغلقة والخلافية بين سوريا ودول الخليج.
انطلق “أمر العمليات من داخل مراكز القرار” لأذرع قطر السياسية والإعلامية.. حربٌ خاضتها وعرفتها منذ سنوات للترويج لمشروعها الراديكالي “الإخوان المسلمين”.
“شبكة الجزيرة القطرية”.. وبعد طردها لعدد من مذيعيها أعادت “إحياء” ملفاتٍ قديمة ضد الدولة السورية.. مواضيعٌ “جدلية وخلافية” تم تناولها في مجلس الشيوخ الأمريكي.. ومجلس الأمن أكثر من مرة ولم يتم الاتفاق عليها.. بدءاً من موضوع “الكيميائي” وملفات “المعتقلين” وليس انتهاءً بقانون “قصير” و”المخدرات” وغيرها..
ترافق ذلك مع ضخ إعلامي لعدد من وسائل الإعلام المؤيدة للدوحة التي يقودها “عزمي بشارة” كتلفزيون العربي.. والعربي الجديد وغيرها من وسائل الإعلام.. فأصبحت ترى بشكل مكثف تحقيقاً استقصائياً عن ملف ما يستهدف الدولة السورية ويشوه سمعتها.. وخبر صحفي هناك يسيء إلى دمشق.. بالإضافة إلى فيديوهاتٍ ترويجية تحيي فيها “عظام توجهها السياسي وهي رميم”.
تابعونا عبر فيسبوك
راديكالية إعلامية.. هنا لندن !
كل ذلك كان بحاجة إلى وكالة عالمية تبث من أوروبا وتستهدف الجمهور العالمي.. ومن أفضل من هيئة الإذاعة البريطانية الـ”بي بي سي” التي رفعت من وتيرة هجومها على “الدولة السورية” وبدأت بفتح ملفاتٍ ضدها..
الملم بسياسة “بريطانيا” يعلم جيداً أنها تسير على مبدأ “إسلامي متشدد أفضل من إسلامي معتدل” فهي تدعم جميع أشكال حركات اليسار في العالم.. بدءاً من “الشواذ”.. مروراً إلى دعم أكل الحشرات والخروج عن الطبيعة الإنسانية لهدم قيم الأسرة وليس انتهاءاً بدعمٍ “لا متناهي لجماعة الإخوان المسلمين” وهنا “بيت القصيد”..
المشروع البريطاني يتقاطع بشكل كبير مع ما تريده قطر، فأغلب مراكز الإخوان المسلمين تقبع في لندن أو ضواحيها.. من هنا بدأت العمليات لضرب واستهداف “الدولة السورية” إعلامياً.. بوسيلة إعلامية كبرى يرافقها ضخ مكثف لمعلومات قديمة والهدف الأساسي منه تحقيق المنافع السياسية بغض النظر عن واقع الإنسان وحاله في هذا البلد..
الـ”بي بي سي” هنا تروج للأفكار الراديكالية بشكل واضح.. تقريرٌ نشر مؤخراً يؤكد فوائد تناول الحشرات الهدف منه ضرب القيم الاجتماعية وتعزيز الأفكار اليسارية..
القناة البريطانية أوقفت سابقاً في “مصر”، والسبب تغطيتها المنحازة لجماعة “الإخوان” بعد إزاحتهم عن السلطة هناك.. فظهرت حقوق الإنسان بشكل مفاجئ.. وبدء مسلسل شيطنة “الدولة” المعادية لمشروع الإخوان هناك.. سقطات تحدث عنها موقع “إكسترا نيوز” كاشفاً التاريخ الأسود لهيئة الإذاعة البريطانية.. من خلال تلاعبها بالألفاظ لتجميل صورة العناصر الإرهابية.
أمام كل ذلك.. تستمر “الدوحة” بسياستها الإعلامية السلبية تجاه “دمشق” في محاولة منها لـ”لعب” دورٍ في الملف السوري بغض النظر عن ما آلت إليه الأمور في هذه البلاد.. لتبقى آلة الإعلام الأخطر موجهة إلى صدور الحل في سوريا.. فالسياسة بالنسبة إلى قطر هي “حرب باردة” والحرب بالنسبة لها سياسة إعلامية ساخنة.. ؟!
شاهد أيضاً: “قنبلة ديموغرافية”.. ماذا يمكن أن يحدث لو انتفض المهاجرون في أوروبا ؟!