موقع أمريكي يكشف.. للصين استراتيجية واضحة في الشرق الأوسط ماذا عن واشنطن ؟!
تتسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط بالتناقض، بحسب موقعThe National Interest وتحتفظ أمريكا بنظام من الشراكات الاستراتيجية التي تهدف إلى مواجهة التهديدات المتبادلة وتحافظ على الوجود البحري القوي في المنطقة، وفي الوقت نفسه، تسعى إلى التحول نحو المحيطين الهندي والهادئ.
وبحسب الموقع الأمريكي، “ساهم هذا الأمر في خلق فراغ تسعى الصين لملئه وذلك من خلال استخدام سياسة عدم الانحياز الخاصة بها مع الشركاء الإقليميين، سواء أكانوا حلفاء للولايات المتحدة أم خصوماً لها. وتسعى الصين إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية البراغماتية مع الدول على أساس “التعامل” لتحقيق الأمن عبر التنمية. وقد لخص هذا الأمر سفير منتدى التعاون الصيني العربي لي تشنغ ون، الذي أعلن عام 2016 أن “جذور المشاكل في الشرق الأوسط تكمن في التنمية والحل الوحيد هو التنمية أيضاً.. وفي ظل تعمق هذه الروابط الاقتصادية، ستسعى الصين إلى تعزيزها من خلال إبرام علاقات أمنية تتعارض حتماً مع المصالح الأمريكية”.
ورأى الموقع أنه “من المرجح أن تؤدي محاولات الصين لإزاحة الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط إلى لفت انتباه الأخيرة بضرورة بقائها في المنطقة.. في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أكد الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في آذار 2023 أن الولايات المتحدة كانت “في سباق للاندماج مع شركائنا قبل أن تتمكن الصين من اختراق المنطقة بالكامل”.. وفي إشارة إلى طبيعة المخاوف الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية للصين، قال كوريلا إن جمهورية الصين الشعبية “اختارت التنافس في المنطقة، وهي تعمل بقوة على توسيع نطاق انتشارها الدبلوماسي والإعلامي والعسكري والاقتصادي في كافة أنحاء المنطقة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وتابع الموقع، “بالنسبة للصين، فإن التنمية والتجارة وجهان لعملة واحدة. إن الهدف الرئيسي لمبادرة “حزام واحد طريق واحد” الصينية هو الاستثمار في كل من البنية التحتية المادية والرقمية التي تشمل ربط الموانئ والمرافق واعتماد منصات الحكومة الإلكترونية.. ومن خلال توسيع القطاعات الرقمية الخليجية باستخدام التقنيات المتقدمة، تساهم شركتا “هواوي” و”علي بابا” في التحول الرقمي في الخليج. وجاء الرد الأميركي على ذلك من خلال إطلاق “مبادرة الشبكة النظيفة” والتي منعت من خلالها دول العالم الثالث من شراء أجهزة “هواوي” و”ZTE 5G”. إذاً، يجب على الولايات المتحدة استكشاف مجموعة تقنيات الجيل التالي لتكون بمثابة منافس لطريق الحرير الرقمي في الصين، وهذا من شأنه أن يمنع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصينية من تشكيل تهديد أمني للقوات الأمريكية وحلفائها العاملين في المنطقة”.
وأضاف الموقع، “في ظل غياب التقنيات الأمريكية المتقدمة، تتماشى مبادرة “حزام واحد طريق واحد” الصينية مع رؤية المملكة العربية السعودية “2030” التي تسعى إلى تطوير المراكز التجارية والتقنية، ومرافق التصنيع واللوجستيات، والذكاء الاصطناعي، والصناعات الرقمية، والبنية التحتية للمدن الذكية.. وتعمل السعودية على تنويع اقتصادها لجذب الاستثمارات الأجنبية ما سيجعلها المركز الذي يربط القارات ببعضها. إن موقع المملكة الجغرافي يجعلها مهمة جداً بالنسبة للصين التي ستتمكن عبرها من الوصول إلى أوروبا وأفريقيا عبر إيران والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر.. وهذا هو الأساس الذي تستند إليه الصين في سعيها إلى إقامة شراكات استراتيجية شاملة مع الشرق الأوسط”.
وبحسب الموقع، “هناك خطر يتمثل في أنه مع استمرار الصين في تعميق علاقاتها الاقتصادية والاستراتيجية، فقد تكون في وضع يمكّنها من تعزيز مصالحها الأمنية.. إن استراتيجية الصين المتمثلة في إقامة علاقات اقتصادية كأساس للعلاقات الأمنية مع الحفاظ على سياسة عدم الانحياز هي استراتيجية غير مستدامة. فلا يمكن للصين أن تعزز تعاونها النووي مع السعودية والإمارات من دون إثارة حفيظة النظام الإيراني”.
وختم الموقع، “لو كانت الولايات المتحدة منخرطة بشكل استراتيجي في المنطقة وعلى استعداد لدعم دفاعات دول مجلس التعاون الخليجي بتقنيات متقدمة لمواجهة طريق الحرير الرقمي الصيني، لكان من المستبعد أن تتحول دول الشرق الأوسط نحو التحالفات البحرية والأمنية الصينية”.
شاهد أيضاً: اللقاءات تمت بموافقة “النصرة”.. صحفية بريطانية تهاجم وثائقي “الكبتاغون في سوريا” ؟!