تخبط لبناني حول ملف اللاجئين السوريين.. البرلمان الأوروبي “يزيد الطين بلة”؟!
تعيش الحكومة اللبنانية حالة من التخبط فيما بينها فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وذلك مع عودة الخطة التي وضعتها تحت عنوان “الترحيل الأمن” إلى نقطة الصفر، مع قرار وزير الخارجية عبد الله بو حبيب التنحي عن رئاسة الوفد الرسمي، الذي من المفترض أن يحدد موعداً لزيارة دمشق.
وقد اثار اعتذار بو حبيب بلبلة داخلية حيث استغرب عدد من الوزراء ضمن الوفد خطوة بو حبيب، المتزامنة مع قرار الاتحاد الأوروبي بإبقاء النازحين في لبنان، لا سيما أن بو حبيب برّر اعتذاره بسبب “انشغالاته الكثيرة واجتماعاته المتواصلة”.
زوبعة ردود الفعل على قرار وزير المغتربين، واتهامه بـ”إضاعة الوقت وعرقلة الجهود المبذولة لإعادة اللاجئين”، دفعت بالأخير يوم الثلاثاء إلى التراجع عن موقفه، إذ اجتمع مع القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان، بناءً على توجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث أبلغه برغبة الحكومة تشكيل وفد من الخارجية لزيارة دمشق وإجراء مشاورات سياسية إقليمية ودولية، والبحث بالقضايا المشتركة ومنها قضية اللاجئين.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي حين تحاول الحكومة اللبنانية “إنعاش” هذا الملف بعد إفشال بو حبيب مهمة الوفد قبل أن تبدأ، إلّا أن اعتذار الأخير أتى ليزيد من الالتباسات حول موقفه، ما فتحَ الباب أمام اجتهادات عدة في تفسيره، خصوصاً أنه جاء بعد أيام قليلة من إعلان نص قرار “البرلمان الأوروبي”، الذي لم تهدأ حوله عاصفة الردود اللبنانية باعتباره دعماً لبقاء السوريين في لبنان، وتمهيداً لـ”توطينهم”.
وبينما أكد بو حبيب أنّ انكفاءَه عن تَرؤس الوفد يعود إلى زحمة مواعيد وارتباطات، اعتبر البعض أن هذا التفسير “غير مُقنع” وأن موقف بو حبيب يعود بالدرجة الأولى إلى “حسابات سياسية” وهو ما دفعه إلى العودة عن قراره يوم أمس.
في السياق، قال وزير المهجرين عصام شرف الدين: إن “موقف الوزير بو حبيب ليس بالمستغرب، ولكن الضرر الحاصل عن التأخر بإعلان التنحي أو الذهاب هو الحاصل على أرض الواقع”، وتابع: “كنا نتمنى لو كان قراره سلباً أو إيجاباً جاء في اليوم الأول للتكليف، لا سيما أنه على علاقة مميزة مع البرلمان الأوروبي ولديه مصالح خاصة يبدو أنه يبدّيها على مصلحة الوطن”.
ورأى أن “وزير الخارجية يدّعي أن عليه ضغط سفر وارتباطات وكأن هذا الملف ثانوي لا يستحق إضاعة يوم أو يومين من وقته”.
وأكّد شرف الدين أن “ما حصل ليس بذلك الثقل الذي يؤثر على عرقلة هذا الملف، أو فرملة القرار بتعيين رئيس آخر للوفد، لكنّ المشكلة تكمن في أنّه تسبَّب في إضاعة فترة شهرين من الوقت، بعد التّكليف”.
ولفت إلى أنه “في حال تنحيه، سيتم التباحث يوم الإثنين خارج جدول أعمال مجلس الوزراء بتعيين رئيس جديد يقرره رئيس الحكومة ونحن نوافق عليه، وبالتالي نحن مستمرون بقرار زيارة سوريا”.
وشدّد على أن “ملف اللجوء لم يعد إلى نقطة الصفر، ففي مثل هذه القضايا المفصلية والتاريخية يكون هناك أناس ضعفاء النفوس، يرضخون لإملاءات خارجية والتاريخ سيحاسبهم”، مشيراً إلى أنه “ثمة أربعة أسماء مقترحة لرئاسة الوفد بدلا من الوزير بو حبيب، في حال بقي على قراره بعدم ترؤس الوفد”.
ووصف شرف الدين قرار البرلمان الأوروبي بأنه “تعسفي وجائر ولديه مدلول سياسي، فهم يعتبرون لبنان مستعمرة”، مضيفاً: “الاتحاد والبرلمان الأوروبي يخطئان، نحن نطالبهم بسحب هذا القرار وسوف نعمل على ذلك، وكان من المفترض على نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية استدعاء السفراء لطلب الاعتذار منهم وسحب القرار”، مؤكدا على أنه “يحفزهم أكثر على التعاون مع الحكومة السورية في هذا الملف الإنساني من خلال إعادة المليونين نازح إلى بلادهم”.
وهاجمت عدة أطراف سياسية لبنانية قراراً صدر عن البرلمان الأوروبي يفيد بأن شروط العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم غير متوفرة، مشيراً إلى أن اللاجئين في لبنان فئة ضعيفة.
شاهد أيضاً : ضغوط في النواب الأمريكي لإنهاء حالة الطوارئ بسوريا