“كسرة بوز”.. أسعار قوالب الثلج تلقي بثقلها على أهالي الحسكة
في ظل درجات الحرارة الملتهبة التي قاربت الخمسين ونتيجة عدم توفر التيار الكهربائي، لا يجد أهالي محافظة الحسكة بدّاً من اللجوء إلى شراء قوالب الثلج أو ما يسمى محلياً ” قوالب البوز “، بهدف إطفاء حر القيظ وتخفيف آثاره رغم ما يترتب على ذلك من استنزاف لجيوب الأهالي المتهالكة نتيجة الظروف المعيشية.
تابعونا عبر الفيسبوك
ورغم أن هيئة الاقتصاد التابعة لـ”قسد” قامت بتحديد سعر قالب الثلج ما بين 5-8 آلاف ليرة سورية، بحسب الحجم والوزن، إلا أنه على أرض الواقع تباع القوالب بسعر مضاعف يصل إلى 15 ألف ليرة سورية، حيث يقوم بعض التجار بشراء المادة من قبل المصانع الموجودة في محيط مدينة الحسكة، ليبيعونها وسط الأحياء بأسعار مضاعفة مستغلين حاجة الأهالي لها.
عدد من الأهالي أكدوا لـ”كيو بزنس” أن ما يحدث من استغلال التجار والباعة لبيع مادة “البوز”، لا يختلف كثيراً عن استغلال حاجتهم لباقي المواد الغذائية، في ظل انعدام الرقابة التموينية من قبل الجهات التابعة “لقسد”، والتي غالباً ما تتصف بالفساد المالي وانتشار الرشوة بينهم.
“لا استطيع شراء قالب ثلج كامل .. اشتري ربع قالب بسعر 4 آلاف ليرة سورية يكفيني لفترة الظهيرة أنا وأطفالي”.. كلمات تختصر معاناة أبو خالد الرجل الأربعيني الذي يعمل كسائق سيارة أجرة في منطقة الطلائع في مدينة الحسكة، والذي أوضح أن حلم المواطنين اليوم أصبح تأمين ربطة خبز و”كسرة بوز” في محافظة تعوم على بحر من النفط والغاز.
ويضيف جاره أبو أحمد، أن عدم توفر الطاقة الكهربائية لتشغيل البرادات يجبر الأهالي على شراء مادة الثلج من قبل الباعة، بهدف تبريد ومعالجة المياه المخزنة في الخزانات، والتي تكاد تغلي نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لتصبح سائغة للشرب، موضحاً، أن قلة من أهالي الحي من يشتري قالباً كاملاً وإنما يشتري كل واحد منها على قدر حاجته.
غلاء أسعار قوالب الثلج ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الأهالي بحسب الشاب عمر من أهالي المنطقة، فهناك شكاوي عدة من عدم وجود ضوابط صحية لعمل مصانع الثلج، التي تعتمد على مياه الآبار السطحية غير الصالحة للشرب، إضافة إلى أن غالبية المصانع تعاني من التآكل والصدأ حتى في القوالب الحديدة التي تدخل في صناعة الثلج، ناهيك عن شروط نقل وبيع المادة التي غالبا ما تتعرض للتلوث سواء من قبل الباعة أو حتى السيارات الناقلة.
شاهد أيضاً حادثة مروّعة تهز جامعة حلب ؟!