حقائق قد تدمّر دول بأكملها.. ما سر مستشفى “فال دو غراس” الفرنسي ؟!
مكان مليء بالتفاصيل المبهمة، ومهما بحثت لن تجد له صورة من الداخل، ولن تنجح بالوصول لأي تفصيل حقيقي، عدا الشائعات التي تصنع حوله هالة من الخرافات الشبيهة بالأفلام.
لكن المؤكد هو أن مستشفى “فال دو غراس” العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس، يظل المبنى الصحي الأكثر غموضاً حول العالم، حيث يعتقد خبراء أنه كاتم الأسرار الصحية لزعماء العالم ممن عُولجوا فيه.
مستشفى يلفه غموض ترفع درجته السرية الكبيرة التي يخضع لها والحراسة الأمنية المشددة التي كانت تطوقه ليلاً ونهاراً، علاوة على الشخصيات البارزة التي زارته.
فهناك، في ذلك المكان الذي لم تدخله قط أي وسيلة إعلامية، تدفقت أسرار زعماء، صحية كانت أم سياسية، كما وقعت أحداث وربما استهدف بعضهم أو قضوا نتيجة يد من الخارج.
لكن كل ذلك يظل مجرد تخمينات تساور محللين ممن يحاولون الربط بين حيثيات وأحداث، بعيداً عن النسخة الحقيقية التي لم ولن تجتاز أسوار المبنى الواقع في الدائرة الخامسة بالعاصمة الفرنسية.
تابعونا عبر فيسبوك
تأسس المستشفى في 19 أيار 1796، ويقع تحت إشراف وزارة الدفاع وقائد القوات المسلحة، أي الرئيس الفرنسي نفسه.
لا أحد يعرف تفاصيله من الداخل، وحتى من يعرف لا يمكنه تقديم أي معلومات عنه مهما كانت بسيطة، فجميع العاملين فيه أدوا القسم الطبي والعسكري، وأي تسريب لحالة مريض يعني خيانة لأسرار وأمن فرنسا.
في هذا المستشفى، تلقى العديد من السياسيين العلاج، بينهم نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق، ورئيسا الوزراء السابقين فرانسوا فيون وألان جوبيه، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الدول الأجنبية وعلى رأسهم الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة والعديد من القادة الأفارقة.
قال عنه موقع “دويتشه فيله” الألماني إنه ليس مستشفى عادياً، وإفشاء أسراره قد يشعل حرباً أو تؤدي لانقلابات عسكرية في أفريقيا، في إشارة لخطورة الأسرار التي يكتمها.
يضم 357 سريراً وفيه أحدث التجهيزات الطبية، كما أن 60% من أطبائه لهم خلفية عسكرية، وهم متخصصون في أمراض السرطان وجراحة البطن والأوعية والأعصاب والطب النووي.
ويخضع المستشفى لحراسة أمنية مشددة بالنظر لنوعية مرضاه، ما يجعل من الصعب اختراقه أو دخوله بأي طريقة كانت، حتى أنه لا توجد وسيلة إعلامية- فرنسية أو أجنبية- حصلت على ترخيص للتصوير داخله.
كلفة الليلة الواحدة فيه قد تتجاوز الـ1900 يورو، وهذا ما يصنفه مستشفى لفئة معينة تشمل بالأساس القادة والمسؤولين والمشاهير.
غموضه أدى لانتشار الشائعات حوله حيث نسجت العديد من الروايات حوله، بين من يقول إنه يضم أجنحة ملكية مخصصة للمرضى، وبين من يعتقد أن أيادي المخابرات الأجنبية تسللت لتغتال بعض الشخصيات فيه.
لكن المستشفى نفى كل ذلك وأكد أن كافة المرضى يتلقون نفس المعاملة الطبية، وأن كل ما ينسج حوله مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.
وفي فترة ما، سمحت السلطات الفرنسية بتصوير مشاهد من فيلم “لوك بوسون” من بطولة الممثلة الأمريكية سكارليت جونسون، واعتقد البعض أنهم سيتمكنون أخيراً من سبر أغوار المكان.
لكن آمالهم سرعان ما تبخرت، فحتى تلك المشاهد لم تشف غليل الفضوليين، حيث بدا من الواضح وجود تعليمات بعدم تقديم خارطة واضحة أو تفاصيل داخلية عن المستشفى.
وبذلك، يغرق المبنى العتيق في غموض لم يرفع عنه حتى الآن، أي حتى بعد إغلاق المستشفى في 2016، حيث أجبرت الأزمة الاقتصادية باريس على تحويله إلى مركز أبحاث، لتدفن أسراره وأسرار مرضاه إلى الأبد.
شاهد أيضاً : بدء عزل بايدن.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يكشف عن الإجراءات