“تحرير الشام” مخترقة.. اغتيالات من رحم المعارضة في إدلب ؟!
بعد 45 يوماً على ظهور ما يسمى “سرايا درع الثورة” شمال غربي سوريا، وتنفيذ تهديداته باستهداف أحد “الأمنيين” في “هيئة تحرير الشام” في إدلب، بسبب عدم استجابة الأخيرة لمطالبه بـ”الإفراج عن معتقلين له في سجونها”.
وكان “تشكيل عسكري” حديث الظهور تبنى عمليات ضد “الهيئة”، وذات الانتشار الأوسع من بين “فصائل المعارضة” في المنطقة، معلناً استهداف مقر أمني لـ”تحرير الشام” وقتل “أمني” في صفوفها، وقطع الطريق الدولي اللاذقية- حلب، متوعداً بالمزيد.
وظهر “سرايا درع الثورة” في وقت تشهد فيه صفوف “الهيئة” اختراقاً واتهامات بوجود متعاملين لمصلحة أطراف داخلية وخارجية، إذ وصل الاستهداف إلى رأس الهرم وقيادات الصف الأول لديها.
كل ما سبق يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية أن يسبب تشكيل “سرايا درع الثورة” إرباكاً وإنهاكاً لـ”تحرير الشام”، ومدى تأثيره على صفوفها، والآلية أو الاستراتيجية الممكن اتباعها في التعامل مع “خلية متخفية” تقاتل “تحرير الشام” في ملعبها.
تابعونا عبر فيسبوك
وعبر تسجيل مصور، ظهر ستة أشخاص ملثمين، في 15 من حزيران الماضي، أعلنوا تشكيل “سرايا درع الثورة”، وأمهلوا “تحرير الشام” ثلاثة أيام لـ”إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات على رأسهم وجهاء المناطق وأعيانها”.
وتوعد المتحدث في التسجيل حينها، بأنه في حالة عدم الاستجابة ستكون جميع مصالح “الهيئة” وجميع المنتسبين لها هدفًا مشروعًا للتشكيل، ودعا “المرابطين” في صفوفها إلى التبرؤ منها، لافتًا إلى أنه لا عذر لهم بعد أن “اعتدت (الهيئة) على الأحرار والحرائر، وإلا سيكونون شركاء لها في الظلم في الإجرام”، حسب قوله.
وفي أواخر حزيران الماضي، نشر التشكيل تسجيلاً مصوراً، قال فيه إنه استهدف مقراً أمنياً لـ”الهيئة” في قرية حرزة شمالي إدلب، وذكر أن الهجوم أسفر عن مقتل ستة “أمنيين” وإصابة آخرين، في حين لم تنشر “الهيئة” أخباراً عن الاستهداف المذكور.
وفي 14 من تموز الحالي، أعلن التشكيل مسؤوليته عن مقتل “القيادي الأمني” في “تحرير الشام” إبراهيم محمد العلي المعروف بـ”أبو صهيب سرمدا”، وقال إن “عناصره نفذوا عملية نوعية بريف إدلب وقتلوا الأمني”، ونشر بعدها تسجيلاً لعملية القتل، وصوراً لأسلحة ومبلغ قيل إنها لـ”أبو صهيب”، دون أن يتضمن اعترافات بانتهاكات أو تجاوزات ارتكبها.
وفي 20 من تموز الحالي، ظهر متحدث باسم التشكيل في تسجيل مصور، جدد تحذيره لـ”تحرير الشام”، وقال متوعداً، إنه في حال عدم تراجعها عن “ظلمها للشعب”، “لنقصمن ظهرهم ونشتت شملهم حتى لا يأمنوا على أنفسهم أينما كانوا وحلّوا”.
ولم تعلق “تحرير الشام” على ظهور التشكيل وتسجيلاته ومسؤوليته عن استهداف الأمني “أبو صهيب سرمدا”، كما أنها لم تفرج عن المعتقلين في سجونها، خاصة الذين اعتقلتهم بعد حملة شنتها في 7 من أيار الماضي.
وكان معظم المعتقلين من حزب “التحرير” ثم اعتقلت وجهاء ومهجرين من ريف حماة.
يأتي ظهور “سرايا درع الثورة” بعد أن تصدّرت قضية وجود “اختراقات” في صفوف “تحرير الشام”، ومتعاملين لمصلحة التحالف الدولي وروسيا والجيش السوري، وأثارت جدلاً واسعاً في المنطقة.
ويعد ظهور تشكيل جديد في مناطق انتشار “تحرير الشام” أمراً غير مألوف، رغم ظهور عدة تشكيلات سابقة نفّذت عمليات مختلفة، منها “سرية أنصار أبي بكر” التي استهدفت القوات التركية في إدلب، وحواجز عسكرية للفصائل، وأعلن “الأمن العام” القبض عليها في تموز 2022.
شاهد أيضاً : “عين الحلوة” مخيم على وقع النار.. ماذا جرى خلال الساعات الماضية ؟!