آخر الاخبارسياسة

مالي وبوركينا فاسو تدافعان عن النيجر وتهدّدان “إيكواس” !

ندّدت مالي وبوركينا فاسو، بالعقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، “إيكواس”، ضد النيجر، مؤكدتين أنّ أي تدخل عسكري ضد نيامي سيُعدُّ “إعلان حرب ضد واغادوغو وبامكو”.

وفي بيان مشترك بين الدولتين الإفريقيتين، والذي ألقاه المتحدث باسم الحكومة الانتقالية في مالي، جاء أنّ “العقوبات من شأنها أن تفاقم الوضع الإنساني” في النيجر.

وقال البيان إنّ “أي تهديد بالتدخل العسكري في النيجر سيُعدُّ حرباً ضد بوركينا فاسو ومالي”، محذّراً “من أنّ أي تدخل عسكري ضد النيجر سيؤدي إلى انسحاب مالي وبوركينا فاسو من إيكواس”.

تابعنا عبر فيسبوك

ومنذ يومين، أعلنت “إيكواس” فرض عقوبات على النيجر، وإيقاف جميع المعاملات التجارية والمالية بين الجمهورية الإفريقية وجميع الدول الأعضاء فيها، بالإضافة إلى تجميد أصولها في البنوك المركزية لدول المجموعة.

وهدّدت في البيان باتخاذ إجراءات في حال لم يتم الامتثال لذلك، وهي قد تشمل “استخدام القوة”، وأضافت أنّ مسؤولي الدفاع في الدول الأعضاء “سيجتمعون على الفور لهذا الغرض”.

وخلال القمة الاستثنائية التي عُقدت لمناقشة الوضع في النيجر، دعا رئيس مفوضية المجموعة، عمر عليو توراي، إلى “إعادة النظام الدستوري خلال أسبوع”، معتبراً أنّ الرئيس المعزول، محمد بازوم، هو “الرئيس الشرعي” للنيجر.

واتّهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا أمس بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة الرئيس المعزول، محمد بازوم، إلى مهامه.

وصرّح المتحدث باسم المجلس العسكري، الكولونيل أمادو عبد الرحمن، أنّ “فرنسا في إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخّل عسكرياً في النيجر، عقدت، بالتواطؤ مع بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطني في النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة”.

أمّا قادة الانقلاب في النيجر، فحذّروا من أي تدخل عسكري في بلادهم، معتبرين أنّ قمة “إيكواس” تهدف إلى “المصادقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال القيام بتدخل عسكري وشيك في العاصمة نيامي، بالتعاون مع دول إفريقية ليست أعضاء في المنظمة وبعض الدول الغربية”.

وأكّد القادة العسكريون في النيجر أنّ “أي تدخل عسكري في نيامي، سيجعلنا مضطرين للدفاع عن أنفسنا حتى آخر رمق”، وتابعوا: “نريد أن نذكّر مرةً أخرى، المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أو أي مغامر آخر، بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا”.

وبعد الاجتماع الذي عُقد في عاصمة نيجيريا، وصل رئيس تشاد، محمد إدريس ديبي، نيامي، “ليرى ما يمكن أن يقدّمه في سبيل تسوية الأزمة”، وأوضح المتحدث باسم الحكومة التشادية أنّ رئيس بلاده “ليس لديه تفويض خاص من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”.

وفي الخميس الماضي، أعلن جيش النيجرعزل رئيس البلاد، محمد بازوم، وتشكيل “المجلس الوطني لحماية الوطن”، الذي ترأسه مجموعة من القيادات العليا في الجيش.

والرئيس محمد بازوم، الذي انتخب عام 2021، هو حليف وثيق لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة للنيجر، وقد شهدت البلاد محاولة انقلاب في 31 آذار 2021، قبل يومين فقط من تنصيبه.

وتُعدُّ النيجر من أكثر البلدان التي تعاني انعدام الاستقرار في العالم، وشهدت أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960، إضافةً إلى العديد من محاولات الانقلاب، وكان آخر الانقلابات في شباط 2010 ضد الرئيس مامادو تانجا.

وتثير الأوضاع في هذا البلد الإفريقي مخاوف بشأن مستقبل البلاد والمنطقة، في وقت تواجه النيجر تحديات أمنية متزايدة، بسبب تهديد الجماعات المسلحة المتنامية في منطقة الساحل، كما تثير قلق الغرب، خصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما أنّ الرئيس المعزول، يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الإفريقي.

ويُذكر أنّ قيادة أركان الجيوش الفرنسية أعلنت، في منتصف آب من العام الماضي، انسحاب مَن تبقّى من الجنود الفرنسيين الموجودين في مالي، ضمن “عملية برخان”، بعد قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنهاء العملية وسحب القوات الفرنسية.

وكانت العلاقات قد توتّرت بين مالي وفرنسا، التي كانت تنشر أكثر من 5 آلاف جندي في دول الساحل الإفريقي، بصورة كبيرة، عقب الانقلاب العسكري في الدولة الإفريقية عام 2020، ثم تفاقم الوضع أكثر بعد تنحية الرئيس الانتقالي باه نداو، في أيار الماضي، من جانب المجلس العسكري الذي اختار العقيد أسيمي غويتا رئيساً انتقالياً.

شاهد أيضاً لماذا تحاول أمريكا فتح جبهة صراع جديدة في سوريا ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى