“3 متغيرات” تحدد مستقبل العلاقات العربية مع دمشق.. فما هي ؟!
منذ حضورها خلال القمة العربية في جدة والوعود العربية التي تم إطلاقها منذ حوالي ثلاثة أشهر لإعادة الحياة فيها إلى مجراها السابق وإزالة كافة التشوهات التي شهدتها البلاد من عام 2011 إلى يومنا هذا، لم تطرأ أي نتائج معلنة للتقاربات العربية مع دمشق، في الوقت الذي يجد مراقبون حالة من البطء في وتيرة إنجاز ما تم الاتفاق عليه.
وأرجع المراقبون أن حالة البطء في “مسار التطبيع” ووتيرة الاندفاعة العربية نحو سوريا مرهونة بـ”3 متغيرات” و”طلبات” لم تنجز على أرض الواقع من كلا الأطراف.
وكانت الحكومة في دمشق تأمل في أن ينعكس الانفتاح العربي عليها بالإيجاب، سواء في الشق السياسي أو الاقتصادي، لكن الأشهر الثلاثة الماضية أعطت صورة مخالفة لذلك، ما دفع صحفيين للحديث عن “نتائج صفرية، رغم كل التصريحات الأخوية والعاطفية التي ملأت الأفق العربي”، حسب تعبيرهم.
ومنذ شهر أيار الماضي، تسير الدول العربية بعلاقاتها المستجدة مع سوريا على مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، ويشمل ذلك كل من السعودية التي استضافت القمة العربية واجتماع “جدة التشاوري” بشأن سوريا، إضافة إلى الأردن التي عقدت اجتماعاً تشاوريا في عمّان، ومصر.
تابعونا عبر فيسبوك
ويقوم المبدأ المذكور على ضرورة تقديم خطوات من جانب العواصم العربية وفي مقابلها من جانب دمشق، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية التي تم التأكيد عليها مراراً، وهي “تهريب الكبتاغون”، “عودة اللاجئين”، و”الانخراط في مسارات الحل السياسي”، بحسب ما أفاده مراقبون.
وفي أعقاب الموافقة على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، أيار الماضي، اتفق وزراء الخارجية العرب على تشكيل “لجنة وزارية تعمل على مواصلة الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية”.
ومن غير الواضح ممن تتألف هذه اللجنة وتوقيت انعقادها الأول، وما إذا كانت قد بدأت أولى خطواتها الفعلية على أرض الواقع، من أجل “مواصلة الحوار المباشر” مع الحكومة السورية.
وفي المرحلة التي تلت قمة جدة باتت العلاقات العربية السورية “تمر بعدة مصالح”، حسب ما قاله محللون.
ويعتقد محللون أن “مسار العلاقات العربية مع دمشق يتأثر ببعض المتغيرات”، أولها “علاقات بعض القوى الدولية ونظرتها لطبيعة الحكومة السورية وتحركاته في الفترة الأخيرة”.
ويرتبط المتغير الثاني بحسب ما يقول المحللون، بـ”العلاقات الإقليمية، التي شهدنا فيها توتراً في قطاع معين وانفراج في آخر”. ويضيف المحللون أن “المتغير الثالث يتعلق بالعلاقات العربية السورية، وأبرزها العلاقات الخليجية السورية”.
ويستبعد المحللون أي “تغيّر كبير وسريع في الاندفاعة العربية تجاه دمشق”، وتوقعوا أن “يكون هناك بطء في المرحلة المقبلة”.
وأوضح المحللون، أن “الإجراءات أحادية الجانب التي اتخذتها أمريكا والدول الأوروبية دون أي مرجع دولي لها تأثير على العلاقات”. مشيرين إلى أنه “مع هذه الإجراءات يجب أن تكون هناك دراسة للموضوع لكي يأخذ مجراه الطبيعي”.
وفي الوقت ذاته قال المحللون: إن “الحل لتسريع المسار يكمن بالاجتماعات التي تعقد سواء في سوريا أو في الأقطار العربية”.
ومن جانب دمشق، لم يصدر أي موقف رسمي بشأن مسار التطبيع العربي الذي بدأ بشكل معلن قبل ثلاثة أشهر. لكن وفي أثناء مؤتمر صحفي من العاصمة الإيرانية طهران، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، “أشقاؤنا العرب لن يخضعوا للابتزاز الغربي، وهناك اتصالات مع الدول العربية لكي تكون علاقاتنا معها بعيدة عن الدور الأمريكي”.
في المقابل، لم يطرأ أي جديد على الموقف السعودي في أعقاب استقبال الأسد في جدة والتحركات المتعلقة بفتح السفارات، وكذلك الأمر بالنسبة لمصر، فيما استمرت عمّان بالتواصل من خلال الزيارات التي أجراها الصفدي لمرتين، في غضون أشهر.
شاهد أيضاً : غضب في ريف حلب والسبب “مقطع مصور” ؟!