دأب السوريون القدماء على الاحتفال بعيد الأم الكبرى “و كان في 21 آذار , و هو “عيد الأم عند السوريين إلى اليوم”، والتي هي عشتار التي ترمز بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى “منجبة الحياة” أو “آلهة الخصب.
ولعلّ اقتران هذا العيد ببداية فصل الربيع له سبب، إنّ كلمة “ربيع” في اللغة العربية تعني الخصيب، حيث اقترن اسم فصل الربيع بالخصب منذ البداية، منذ أن دفعت عشتار بحبيبها وعشيقها تموز إلى الحياة الدنيا وصار يمثل روح الإخصاب في موته وقيامته.
تابعنا عبر فيسبوك
وعند قيامته تتزين عشتار كما تزدان الأرض من أجل لقاء حبيبها، وتتجدد الخصوبة في الطبيعة والحيوان مع بدء فصل الربيع، وكان ثوب عشتار يزدان بكل أنواع الزهر والثمر وصدف البحر، أي بكل رموز الخصب والتكاثر والوفرة.
وكانت عشتار تدعى أيضآ آنذاك ” أم الزلف “والزلف ” كلمة قديمة، وتعني بالسريانية القديمة الثوب الموشى والزينة والجمال والصدف والغزال والبراءة، وماتزال أغنية ” أم الزلف ” مستمرة في سوريا ولبنان إلى يومنا هذا : «عالعين يام الزلف زلفا ياموليا».
وكلمة موليا تعني بالسريانية القديمة : الخصب والوفرة, وكانت تمثل دور عشتار الكاهنة المقدسة، أو الملكة، ثم صارت شجرة الصنوبر “شجرة عشتار” تمثيلاً لها، فيجري تزيين الشجرة كما كانت تزدان عشتار من أجل اللقاء والاقتران.
ومع بدء فصل الربيع تبدأ أعياد الخصب العربية السريانية السورية المرتبطة بقيامة تموز أو البعل أو أدونيس من الموت، وتتصل بعيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان من كل عام .
وقد حافظ الفرس والكرد على الاسم السوري القديم ” النيروز “، بعد أن اقترن هذا العيد في التاريخ السوري بعيد الأم الكبرى عشتـار، ومازال امتداده حتى يومنا هذا تحت اسم ” عيد الأم “.
هذا الألق والازدهار في عقيدة الخصب هو تجلّي عشتـار التي تدعى بالفصحى “الجميلة والجلية”، وهو الفصح الذي استمر في المسيحية، ومازال حتى اليوم بعد أن اقترن بالسيدة العذراء والسيد المسيح .
أما عيد رأس السنة السورية، فهو من الفترة 1-11 من نيسان أي ذروة الاحتفالات التي تبدأ في آذار، أي في وقت تكون فيه الطبيعة في ذروة جمالها، حيث تدب الحياة الجديدة في كل شيء، لذلك فاشتقاق عيد الأم يأتي من الطبيعة.
شاهد أيضاً: سوريا تفقد وليد إخلاصي