موقع أمريكي يكشف: لتطبيع بين الاحـــتـ.لال والمملكة “كارثة أمريكية” !
مع استمرار جهود إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الساعية إلى التوصل إلى صفقة لتطبيع العلاقات بين “السعودية” و الاحتلال الإسرائيلي، بدأ مؤيدو منح الضمانة الأمنية الأمريكية للسعوديين الدفاع عن هذه الخطوة علناً.
وبحسب موقع “Responsible Statecraft” الأمريكي، “طالب وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في مقال له عبر صحيفة “Wall Street Journal” الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع الولايات المتحدة بمنح الضمانة الأمنية للمملكة باعتبارها “الأساس الذي يمكن أن يُبنى عليه الانسجام الإقليمي الحقيقي”، واستعان بمعاهدة واشنطن مع كوريا الجنوبية كنموذج. ويعد الالتزام الأمني الرسمي الجديد أحد أكبر المطالب السعودية لتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وتشير التقارير الأخيرة إلى أن إدارة بايدن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار”.
ورأى الموقع أن “على بايدن منع هذا الأمر حالاً، فالولايات المتحدة ليست بحاجة، كما أنها لا تستطيع تحمل أي التزامات أمنية إضافية. إن الالتزام الرسمي بالدفاع عن المملكة العربية السعودية هو أمر غير مقبول ويتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، وفي الواقع لا تستحق فكرة أن تقيم الرياض علاقات مع “إسرائيل” مثل هكذا رشوة.. إن الحجة الداعية إلى التزام الولايات المتحدة بالقتال من أجل السعوديين ضعيفة من حيث الأسس الموضوعية، فليس لدى أمريكا مصالح حيوية على المحك تستدعي التعهد بالدفاع عن المملكة.. كما أن مثل هكذا خطوة لا تُعد ضرورية.. فإيران ليست على وشك غزو أو حتى مهاجمة السعودية، وبصرف النظر عن الضربات التي تعرضت لها منشأة أرامكو في بقيق في عام 2019، فإن إيران والمملكة العربية السعودية ليس لهما تاريخ من الاشتباكات المباشرة”.
وتابع الموقع، “إن المثل الذي استعان به كوهين في ما يتعلق بكوريا الجنوبية يُعد غريباً بعض الشيء، وذلك لسبب واحد، فالعداء بين إيران والسعودية لا يشبه العداء المستمر منذ عقود بين كوريا الشمالية والجنوبية.. كما أنه لا مصلحة لإيران في احتلال المملكة، وتفتقر إلى الوسائل لفعل ذلك حتى لو أرادت المحاولة.. وعلى عكس كوريا الشمالية، لا تمتلك إيران أسلحة نووية، وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية، لم تقرر حكومتهما السعي وراء امتلاك مثل هذه الأسلحة”.
تابعونا عبر الفيسبوك
وأشار الموقع إلى أنه “من المرجح أن يؤدي إنشاء علاقة أمنية أقوى بين الولايات المتحدة والسعودية في مواجهة إيران إلى تفاقم التوترات الإقليمية، كما وقد يشجع المتشددين في إيران على اتباع سياسات أكثر تصادمية.. بعيداً عن تعزيز “الانسجام الإقليمي الحقيقي”، فإن هذا من شأنه أن يؤجج الصراع من خلال توسيع دور الولايات المتحدة في الخليج العربي، كما أنه سيشجع الحكومة السعودية على أن تصبح أكثر تهوراً على افتراض أن الولايات المتحدة ستكون هناك لإنقاذها”.
وبحسب الموقع، “لم تشن إيران حرباً تقليدية ضد جيرانها منذ قرون، كما ولم تتحارب مع جيرانها إلا عندما تعرضت للهجوم. إذاً، في الواقع، إن الحكومة الإيرانية هي التي لديها سبب للقلق بشأن الهجمات الخارجية. فطهران هي التي تعرضت، وبشكل روتيني، للتهديد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية بسبب برنامجها النووي. إذاً، لن تكون هناك حاجة إلى التزام أمني تجاه السعوديين للحماية من العدوان الإيراني، لكنه قد يمهد الطريق لشن هجمات على إيران.. هذا الأمر من شأنه أن يجعل من الولايات المتحدة طرفاً في منافسة إقليمية قد تستمر إلى الأبد، وهذا بدوره قد يعزز ويقوي الانقسامات التي بدأت تضعفها التقاربات الأخيرة بين إيران وجيرانها”.
وتابع الموقع، “إن الحكومة الإسرائيلية ليست مهتمة فقط بدعم التزام دفاعي أمريكي تجاه السعوديين، وإنما، ووفقًا لأكسيوس، يأمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضاً في إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على اتفاقية أمنية مع “إسرائيل” بهدف محاربة إيران.. إن رغبة إدارة بايدن الواضحة في التوصل إلى صفقة بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية شجعت الدولتين على طلب هدايا باهظة الثمن. إن تأييد كوهين للضمانات الأمنية الأمريكية للسعوديين مفيد لأنه يذكرنا بأن الغرض الحقيقي من إقامة علاقات أوثق بين “إسرائيل” والمملكة هو تشكيل تحالف إقليمي مصمم لردع إيران”.
ورأى الموقع أن “زيادة الالتزامات الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط ليس لها أي معنى في ما يتعلق بتحقيق أهداف الدولة الكبرى هناك. إن آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة اليوم هو تحويل المزيد من الاهتمام والموارد إلى منطقة استهلكت سياستها الخارجية على مدار العشرين عاماً الماضية، لكن هذا بالضبط ما سيحدث إذا أكملت الولايات المتحدة في سعيها لتحقيق الصفقة. تحتاج امريكا إلى تقليل تواجدها العسكري في الشرق الأوسط، وقد يرتكب بايدن خطأً فادحًا إذا ذهب في الاتجاه المعاكس من خلال إثقال كاهل الولايات المتحدة بمزيد من الالتزامات الأمنية”.
شاهد أيضاً: تحركات مثيرة للقوات الأمريكية على الحدود بين سوريا والعراق ؟!