“أرجوحة معركة الفرات”.. أمريكا لا تثق بولاء مسلحيها ؟!
تعيش منطقة شرق الفرات في ظل حالة من التطورات العسكرية الاستثنائية، مع تضارب المشاريع والأجندات التي يجري الإعداد لها، سواء من الجانب الأمريكي أو على الضفة الأخرى الذي يمثله الجانب الروسي والجيش السوري الذي يسعى لاستعادة الأراضي التي دخلتها القوات الأمريكية والفصائل الموالية لها.
ووفقاً لمواقع إعلامية، فقد أثار ذلك مخاوف واسعة من أن تؤدي هذه التطورات إلى انزلاق نحو مواجهة عسكرية غير مرغوب بها، وإن كان البعض يُردّد أنه “قد يتمخض الجبل فيلد فأراً”!.
وكشفت العديد من التطورات مؤخراً عن وجود تشققات كبيرة في جسم التحالف الأمريكي مع عدد من الفصائل المسلحة في منطقتي شرق الفرات والتنف، وهو ما تمثل عملياً في حرص كل من “جيش سوريا الموحدة” العامل تحت إمرة القوات الأمريكية في منطقة التنف، على إصدار نفي رسمي بشأن نية التحالف الدولي القيام بعملية عسكرية وذلك بعد ورود أنباء عن وجود مخطط لربط منطقة التنف بمدينة البو كمال بالتنسيق مع قوات عشائرية.
في الوقت ذاته أصدرت “قسد” نفياً مماثلاً بعد صدور تقارير إعلامية تشير إلى نية القوات الأمريكية السيطرة على سبع قرى قريبة من قاعدة حقل العمر.
تابعونا عبر فيسبوك
وترافق النفي الرسمي من قبل حلفاء الولايات المتحدة مع اندلاع خلافات عسكرية بين مكونات “قسد”، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استمرت ليومين متتاليين بين وحدات من “قسد” و”قوات مجلس دير الزور العسكري”، التابع تنظيمياً لـ”قسد”، في بلدة الصور وامتدت إلى عدد من القرى المجاورة.
كما أصدرت “قوات الصناديد” بزعامة “دهام حميدي” أحد مكونات “قسد”، بياناً أكدت فيه عدم مشاركتها في أي عملية عسكرية تستهدف الجيش السوري في تلك المنطقة.
و ما زاد من مخاوف “قسد” هو المفاوضات التي أجراها وفد عسكري أمريكي مع عدد من الفصائل التي تمثل ثقلاً عشائرياً في المنطقة الشرقية، مثل “قوات الصناديد” و”لواء ثوار الرقة”، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على ميل واشنطن نحو تكوين قوة عربية تكون منافسة لقوة “قسد”.
وخلص البعض إلى القول إن التحركات العسكرية الأمريكية ما تزال أقرب للتموضع الدفاعي خشية هجمات محتملة من الجيش السوري وحلفائه وليس من مصلحة القوات الأمريكية الدخول في مغامرة عسكرية خطيرة في شرق سوريا خاصة في دير الزور والبو كمال.
وما زاد الطين بلة بالنسبة للجبهة الأمريكية في شرق الفرات، الكشف عن تعمق الخلاف بين الجناحين الكرديين في “قسد”، حيث يمثل “مظلوم عبدي” الجناح الأكثر قرباً من الأمريكيين، بينما تمثل “كوادر قنديل” الجناح الثاني الذي لا يريد قطع شعرة معاوية مع دمشق وطهران.
وفي هذا السياق، يشير البعض إلى أن الجناح الثاني هو الذي دفع باتجاه المواجهة مع مجلس دير الزور العسكري في هذا التوقيت لتوجيه رسائل عدة تتضمن عدم رغبته في التصعيد مع الجانب السوري، وأنه قادر على عرقلة المخططات الأمريكية.
هذا الواقع المفعم بالخلافات والصراعات الجانبية وعدم الثقة بين مكونات الجسم العسكري المتحالف مع الولايات المتحدة، يجعل من الصعب تصور أن تقدم القوات الأمريكية على أي مغامرة عسكرية في هذا التوقيت، حتى لو أرادت ذلك لأن القوات الميدانية التي ستعتمد عليها في تحركها على الأرض تعاني من حالة غير مسبوقة من الانقسام والتشظي وانعدام الثقة.
شاهد أيضاً : “المقاومة الشعبية” على ضفاف الفرات تدبّ الرعب في قلب القواعد الأمريكية ؟!