لماذا لا يستهدف “تنظيم الدولة” القوات الأمريكية في سوريا ؟!
عقّب الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان على عملية استهداف حافلة تابعة الجيش السوري شرق الفرات، معتبراً أن الاستهداف لا يمكن أن يتم دون تخطيط ومراقبة من القوات الأمريكية المنتشرة هناك، منوّهاً إلى أن إلصاقها بـ”تنظيم الدولة” هي عملية “تمويه وإخفاء للحقيقة”.
وتساءل عطوان، إذا كان “تنظيم الدولة” هو فعلاً وراء الهجوم، فلماذا لا يستهدف “التنظيم” تحركات القوات الأمريكية وقواعدها في المنطقة؟!، والتي نصبت نفسها محارباً للقضاء على “التنظيم” في المنطقة وتصفية قادته كذريعة لوجودها في سوريا.
وقال عطوان: إن “الولايات المتحدة الأمريكيّة تُمارس سياسةً تجويعيّةً ضدّ الدولة السوريّة وشعبها على غرار تلك التي مارستها ضدّ العِراق لأكثر من 13 عاماً، أيّ مُنذ غزو قوّاته للكويت، لتقويض الدولة السوريّة من الدّاخل، لتيئيس الشعب السوري ودفعه للبحث عن الخلاص بأيّ طريقة، تمهيداً للغزو العسكري الأمريكي الشّامل”.
وتابع عطوان، هذا ما يُفسّر “سيطرة القوّات الأمريكيّة وحُلفائها، خاصّةً (قسد) على أهم مصدرين لعوامل البقاء والعيش الكريم للشعب السوري، أيّ الحُبوب الغذائيّة والطّاقة، (النفط والغاز) شرق الفرات، وهذا ما يُفسّر انقِطاع الكهرباء، والنّقص الفاحِش في المواد الغذائيّة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف عطوان، المعلومات المُتوفّرة لدينا تؤكّد أن “القيادة الأمريكيّة في شرق الفرات بدأت تُجنّد المِئات من المُقاتلين لتكوين ميليشيات جديدة، من الذين ينتمون لقبائل عربيّة مُوالية لاحتِلالها، لتصعيد الهجمات الدمويّة ضدّ الجيش السوري، وترسيخ الاحتِلال للمناطق الشرقيّة وتعزيز السّيطرة على ثرواتها”.
وأكد الكاتب، أنه “ربّما يُجادل البعض بأنّ أمريكا دولة عُظمى، والجيش السوري مُنهَكٌ بعد 12 عاماً من الحرب المُتواصلة، وأي مُواجهة معها لن تكون في صالح سوريا المُحاصرة المُجوّعة، خاصّةً بعد عودة العلاقات الأمريكيّة التركيّة إلى دفئها السّابق، وتزايُد التنسيق بين البلدين في سوريا، ولكنّ هذا الكلام مَردودٌ عليه بالتّذكير بالانتِصار الكبير في العِراق، وبعدها المقاومة الأفغانيّة اللّتين هزمتا هذه القُوّة العُظمى وأجبَرتها على الانسِحاب الذّليل”.
وأشار عبد الباري، إلى أن هُناك من “يُفسّر جريمة العُدوان على حافلة الجُنود السوريين، وسُقوط هذا العدد الكبير في صُفوفهم، بأنّها جاءت ردًّا تحذيريًّا للقَيادة السوريّة من أمريكا، بعد تسرّب أنباء مفادها أن الجيش السوري، وبتنسيقٍ مع حُلفائه في إيران ولبنان والعِراق، وضع خطّة مُتكاملة لتصعيد هجماته على القوّات الأمريكيّة وقواعدها، لتحرير أراضيه المُحتلّة في شرق الفُرات”.
وختم عطوان بالقول، إن “أمريكا التي عارضت بقوّة عودة الجامعة العربيّة إلى سوريا، ومُشاركة الرئيس بشار الأسد في القمّة الأخيرة في الرياض، نجحت في كبْح جِماح الانفِتاح العربي الخليجي على دِمشق، من خِلال ضُغوط وتهديدات مارستها على بعض الحُكومات الخليجيّة، والعربيّة في هذا المِضمار، وهذا ما يُوضّح عودة (الفُتور) في علاقات سوريا مع هذه الحُكومات في الوقتِ الرّاهن، وتبخّر مُعظم الآمال في دعمها، والمُشاركة في معركة إعادة الإعمار”.
شاهد أيضاً : “أرجوحة معركة الفرات”.. أمريكا لا تثق بولاء مسلحيها ؟!