اجتماع القاهرة.. هل يتحول البيان إلى حقيقة على أرض سوريا ؟!
كشفت مخرجات الاجتماع الوزاري الأول لـ”لجنة الاتصال العربية من أجل سوريا” في القاهرة، عن توافق حول المسار الذي يجب المضي به.
وتصدرت التوافقات النهائية مسألتان هما “الإنسانية والأمنية”، بما فيها من قضايا تتعلق بـ”محـ.ـاربة الإرهـ.ـاب والاتجار بالمـ.ـخدرات، والعمل على إنـ.ـهاء الفـ.ـوضى الأمنية في المناطق التي تقع خارج سلطة الحكومة السورية”.
ورأى مراقبون أن “التفاهم يمهد الطريق أمام اتخاذ مجموعة تدابير مشتركة، من شأنها أن تحرك الجمود السياسي، وفق المسار الأممي للحل في سوريا، بعدما وضع الكرة بملعب المبعوث الأممي إلى دمشق غير بيدرسون”.
وجاء لقاء القاهرة بعد ترتيبات سورية – عربية مشتركة، برز فيها دور الأردن المحوري، عبر تشكيل لجنة أمنية – عسكـ.ـرية سورية – أردنية لـ”إنهاء ملفّ المخدـ.ـّرات”، بالإضافة إلى التواصل الدبلوماسي المستمرّ بين البلدين خلال الفترة الماضية.
وتَمثّلت آخر حلقات هذا التواصل في زيارة أجراها نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، إلى عمّان، قبيل الاجتماع الوزاري لـ”لجنة الاتصال”، والذي حضره وزراء خارجية سوريا ومصر والسعودية والعراق ولبنان والأردن، بالإضافة إلى الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية”.
تابعونا عبر فيسبوك
كما سبقت الاجتماع لقاءاتٌ ثنائية عديدة بين الوفود المشاركة، أبرزها تلك التي جمعت وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بنظرائه من السعودية ومصر والعراق.
ونقلت مصادر أن “تلك اللقاءات اتّسمت بالتوافق الواضح على مجمل القضايا التي تمّت مناقشتها، الأمر الذي مهّد الطريق للخروج ببيان ختامي من اجتماع القاهرة، يؤسّس لعمل عربي مشترك من شأنه أن يحرّك جمود الملفّ السوري”.
وتضمّن البيان الختامي مجموعة من النقاط البارزة، على رأسها ضرورة “خروج الـ.ـقوات غير الشرعية، بما يشير بشكل مباشر إلى القـ.ـوات الأمريكية والتركية المتواجدة في سوريا بشكل غير شرعي، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ودعم جهود مكافـ.ـحة الإرهـ.ـاب في سوريا، وتكثيف التعاون مع الحكومة السورية”.
كذلك، ألمح البيان إلى أهمية “دعم مشاريع التعافي المبكر، والتي تمثّل الركيزة الأساسية في الملفّ الإنساني السوري، بتشديده على ضرورة معالجة أزمـ.ـة اللاجئين، بجميع تبعاتها على الشعب السوري وعلى الدول المستضيفة لهم، وتوفير الظروف المناسبة لعودتهم إلى بلادهم”.
والجدير ذكره، هنا، أن محللين وجدوا، أن “واشنطن وحلفاءها يحاولون عرقـ.ـلة تلك المشاريع عبر مختلف الطرق الممكنة، بما فيها سـ.ـلاح العـ.ـقوبات الأحادية الجانب، والتهـ.ـديد المستمرّ بتوسيعها لتشمل الدول المتعاونة مع دمشق”.
وإلى جانب مخرجات لقاء القاهرة، جاءت اللقاءات الثنائية لتبدّد السلبية التي أحيطت بها العلاقات السورية مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر والسعودية، والتي تدرجها مصادر سورية، في سياق “حملة إعلامية بدفع أمريكي للتشويش على هذه العلاقات، في سياق المحاولات الأمريكية المستمرّة لمنع أيّ تغيير للأوضاع القائمة”.
أمّا على صعيد الحل السياسي، فتوافقت اللجنة الوزارية على ضرورة إعادة تفعيل المسار الأممي (اللجنة الدستورية) المجمّد، كما على نقل مقرّ عقد اجتماعات هذه اللجنة من جنيف السويسرية إلى مسقط، بهدف تجاوز المشكلة التي تسبّب بها انضمام سويسرا إلى الحلف المعادي لروسيا.
ويعني ما تَقدّم أن الكرة باتت في ملعب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، الذي “لا يزال يرفض، بدفع أمريكي، نقل مقرّ الاجتماعات”، فيما تعتقد المصادر أن تجاوز تلك المسألة بات مسألة وقت، في ظلّ توافق الأطراف المعنيّة على ضرورة استئناف المسار الأممي نشاطه قبل نهاية العام الحالي.
ويؤسّس اجتماع القاهرة، والذي تمّ خلاله الاتفاق على تشكيل لجان متابعة عديدة، للانتقال بالعمل العربي – السوري من مرحلة التوافق السياسي إلى مرحلة العمل الفعلي على الأرض، وهو أمر يتطلّب وقتاً لا يمكن تحديده بدقّة في ظلّ العـ.ـرقلة الأمريكية المستمرة لهذا المسار، الذي اتّفق المشاركون فيه على عقد لقائه الثاني في العاصمة العراقية بغداد.
شاهد أيضاً : عبد اللهيان يزور الرياض.. ما الجديد في العلاقات السعودية الإيرانية ؟!