“مياه الحرب العالمية الثالثة”.. لماذا يعتبر البحر الأسود من أخطر مناطق العالم ؟!
ازدادت التوترات في البحر الأسود، بعد قرار موسكو الشهر الماضي إنهاء صفقة بوساطة تركيا والأمم المتحدة تضمن مروراً آمناً للحبوب الأوكرانية، وردود كييف على هذا القرار.
وبرغم بُعده عن القتال الشرس على الجبهات الأمامية، يضع البحر الأسود روسيا ودول الناتو في نوع من القُرب الذي لا يوجد في مسارح الحرب الأخرى؛ مما يزيد من خطر المواجهة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، “صار البحر الأسود الآن منطقة نزاع ومنطقة حرب وثيقة الصلة بحلف شمال الأطلسي مثل غرب أوكرانيا”
وفي نيسان 2022، أغرقت أوكرانيا الطراد الروسي “موسكفا”، فيما اعتبر أكبر كارثة بحرية تلحق بدولة كبرى منذ الحرب العالمية الثانية، ويعتقد أنه كان دور أمريكي في توجيه هذه العملية عبر طائرة مراقبة بحرية دخلت أجواء البحر الأسود، ووفرت بيانات استهداف دقيقة للقوات الأوكرانية لإغراق السفينة الروسية في البحر الأسود، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Times البريطانية.
تابعونا عبر فيسبوك
وعقب الانسحاب من صفقة الحبوب، دمرت روسيا موانئ أوكرانيا على البحر الأسود لإعاقة شحنات الحبوب المحورية للاقتصاد الأوكراني، وضربت أيضاً مواقع على نهر الدانوب على بُعد بضع مئات الأمتار من رومانيا، العضو في الناتو، مما أدى إلى تصعيد المخاوف من انجرار التحالف العسكري إلى الصراع، وفقاً لوكالات عالمية.
وردّت أوكرانيا الأسبوع الماضي بضربتين على السفن الروسية في أيام متتالية، وأصدرت تحذيراً من أنَّ 6 موانئ روسية على البحر الأسود ومداخلها ستُعتبَر مناطق “خطر حرب” حتى إشعار آخر.
ويمكن أن يكون لمعركة السيطرة على البحر تداعيات على أسواق الطاقة العالمية والإمدادات الغذائية العالمية. ومن شبه المؤكد أيضاً أنها ستكشف عن تحديات جديدة لحلف الناتو في سعيه إلى دعم مبدأ مركزي من مبادئ القانون الدولي، دون الانجرار إلى صراع مباشر مع القوات الروسية، وهو انجرار قد يؤدي لتورط العالم في حرب عالمية ثالثة.
وعلى مدى سنوات، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيادة نفوذ موسكو حول البحر الأسود، وضخ الأموال الحكومية في تطوير الموانئ الساحلية ومدن المنتجعات، وبناء القوة العسكرية الروسية في المنشآت البحرية في المنطقة لأسطول موسكو الجنوبي، بحسب الإعلام الروسي.
ويحمل البحر الأسود نفس القدر من الأهمية لحلف شمال الأطلسي، الذي يصر بوتين على أنه يحاول تدمير روسيا. وتَحِد 3 دول أعضاء – تركيا ورومانيا وبلغاريا – البحر نفسه، وتمتلك 4 موانئ مهمة مطلة عليه، بالإضافة إلى وجود 5 دول شريكة في الناتو في المنطقة؛ هي أرمينيا وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
وتمثل السيطرة على البحر الأسود أحد الأهداف الواضحة لروسيا من وراء الحرب، بجانب أنها أحد أسباب ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وعلى الرغم من رغبة الناتو المُعلَنَة في تجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، فإنَّ مخاطر وقوع حادث غير مقصود يخرج عن نطاق السيطرة تتزايد منذ بعض الوقت.
لكن حلف الناتو زاد مؤخراً من عدد مهام الاستطلاع والشرطة الجوية، حسبما أعلن الحلف بعد الاجتماع الثاني لمجلس الناتو وأوكرانيا في 26 تموز.
بينما ترفض تركيا إدخال السفن الحربية للطرفين، ودعت أوكرانيا وبعض قادة صناعة النقل البحري الحلفاء الغربيين إلى توفير مرافقين بحريين للسفن المستعدة لتحدي التهديدات الروسية، ونقل الحبوب من الموانئ في أوكرانيا، لكن هناك العديد من المشكلات التي تواجه ذلك.
ومنذ الهجوم الروسي، حظرت تركيا، التي تسيطر على الممرات من وإلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور والدردنيل بموجب اتفاقية عام 1936، السفن الحربية الروسية والأوكرانية من استخدام المضيق، وهو عمل أشادت به أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.
لكن حتى الآن وبحسب مراقبين، منذ أغلقت تركيا المضيق في وجه السفن الحربية الروسية، “لم تحاول الولايات المتحدة الضغط على تركيا”.
شاهد أيضاً : “خطة روسية” ستقلب موازين الحرب في أوكرانيا ؟!