نجح رئيس الاتحاد بـ «البروباغاندا» وفشل المنتخب على أرض الواقع ؟!
“دوري قوي يعطي منتخباً قوياً، ودوري ضعيف ينتج منتخباً هشّاً”، مقولة رياضية تؤكد أن العمل الجاد على الدوري المحلي سواء في كرة القدم أو كرة السلة، بالتأكيد أن نتائجه ستنعكس إيجاباً على المنتخب الوطني.
تابعونا على الفيسبوك
إذا تم إسقاط المعادلة السابقة على المنتخب السوري لكرة السلة، ونتائجه المحققة في تصفيات أولمبياد باريس التي استضافتها العاصمة دمشق مؤخراً، فإن الوقائع الماثلة أمام الجميع تؤكد أن المنتخب ظهر بصورة مذلة وباهتة، ولم يستطع مجاراة منتخبات كان يسبقها بخطوات رياضية كبيرة.
منتخب سوريا تعرَض خلال البطولة المنتخب لخسارات قاسية أمام الهند والبحرين وكازاخستان وإندونيسيا، وتذيّل التصفيات في الترتيب النهائي، فيما غاب الانسجام عن لاعبي المنتخب خلال المباريات.
أما المدرب الإسباني خافيير خواريز فلم يقدّم أيّ إضافة تذكر للمنتخب لا على الصعيد الجماعي ولا على الصعيد الفردي، بل على العكس تماماً فقد كان عاملاً سلبياً في المنتخب، خاصّة لجهة ردات فعله القاسية التي لاحظها الجميع منذ بطولة إندونيسيا وصولاً للتصفيات.
قبل بداية التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024، كان الضخ الإعلامي الهائل موجهاً نحو الاستعدادات غير المسبوقة لهذه الاستضافة، سواءً من الناحية الفنية واللوجستية أو المعسكر التحضيري للمنتخب في إندونيسيا وصولاً إلى ملف اللاعبين السوريين المغتربين، حتى ظنّ البعض أن المنتخب سيكون منافساً على بطاقة التأهل عن هذه التصفيات، لكن أولئك غاب عنهم أن المنافسة تحتاج إلى وقائع وركائز عملية، لا كلام إعلامي و«بروباغاندا» عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
“نحنا ما فينا نقيّم خواريز هو أدرى منا وأكتر خبرة لأنو مدرب ريال مدريد”، بهذه الكلمات وجه رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة طريف قوطرش الانتقادات التي تعرض لها المدرب الإسباني بعد البطولة الاستعدادية في إندونيسيا، خاصّة أن خواريز ظهر بشكلٍ متوتر في اللقاءات الثلاثة، ونقل هذا التوتر إلى اللاعبين.
المشكلة الأكبر التي وقع فيها الاتحاد هي ملف المجنسين، حيث فشل باستخراج الموافقة الدولية للاعبين سليم سفر وإيميليانو باسابي، بسبب خطأ في مراسلات الاتحاد الأرجنتيني مع “الفيبا” على حد تعبير الاتحاد السوري لكرة السلة، لكن الاتحاد تناسى أن هذه المشكلة كان من الممكن تفاديها لو أن المراسلات بدأت في وقتٍ مبكر وتمت متابعتها بشكل دقيق من أعضاء الاتحاد.
النسخة التي شاهدها الجمهور السوري في تصفيات أولمبياد باريس ربما تكون الأسوأ بين المنتخبات السورية خلال السنوات الماضية، وإن كان الاتحاد السوري لكرة السلة يتفاخر بإعادة البطولات إلى الأراضي السورية فإن الجمهور من حقه أن يشاهد منتخباً يليق باسم سوريا، وأن يشاهد عملاً على الأرض لا كلاماً إعلانياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالعودة إلى نقطة البداية، فإن صورة المنتخب الحالي كانت نتيجة طبيعية لمستوى الدوري الضعيف نسبياً، والذي كان “شو إعلامي” فقط، صنعته الجماهير السورية التي زيّنت المدرجات، واستثمره الاتحاد لصالحه، بينما كان المستوى الفني ضعيفاً جداً.
في النهاية يجب التأكيد على أن الوصول إلى النجاح الحقيقي، يتطلب عمل أكاديمي احترافي، وخطة طويلة الأمد لا تقتصر على عام أو عامين، والعمل على القواعد والفئات العمرية، وتوافر عناصر ضرورية إدارياً، مع العمل أيضاً على تطوير المنشآت في مختلف المحافظات، فهل ينجح رئيس الاتحاد الحالي مع فشل رئيس الاتحاد السابق في تحقيقه؟
شاهدوا أيضاً:يعاملونه مثل “الكلب”.. فايزة العماري غاضبة من إدارة باريس!