ما علاقة القولون العصبي بالصحة العقلية ؟!
كشفت دراسة جديدة أنّ هناك ارتباطات وراثية ملحوظة بين متلازمة القولون العصبي (IBS)، واضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب والمرض الثنائي القطب والفصام.
وقال باحثون من جامعة “أوسلو” وجامعة “بيرغن” في النرويج وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، إنّ النتائج التي توصلوا إليها تسلط المزيد من الضوء على العلاقة المعقدة بين أدمغتنا وأمعائنا، ويمكن أن تفتح المزيد من الاحتمالات لعلاج القولون العصبي.
تابعنا عبر فيسبوك
وقام الباحثون بتحليل بيانات 53400 شخص يعانون من القولون العصبي و433201 شخصاً من مجموعة التحكم، بحثاً عن مواقع الخطر الجينومية – مواقع محددة داخل تسلسل الحمض النووي حيث يمكن للجينات أن تشير إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلة صحية معينة.
وكصفات متعددة الجينات، يتأثر القولون العصبي والصحة العقلية بشدة بمجموعة متنوعة من الجينات، وفي هذه الحالة، تبيّن أنّ عدداً منها مشترك.
وحدد الباحثون 70 موقعاً فريداً حيث تشير المتغيرات الجينية إلى خطر الإصابة بالـ IBS، مع 7 من تلك الجينات نفسها المرتبطة أيضاً باضطراب القلق العام، و35 مع الاكتئاب الشديد، و27 مع الاضطراب ثنائي القطب، و15 مع الفصام.
كما كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: “لقد وجدنا تداخلا جينيا واسع النطاق بين القولون العصبي والاضطرابات النفسية وبدرجة أقل مع أمراض الجهاز الهضمي”.
ويُعتقد أنّ ما يقرب من 1 من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم مصاب بمتلازمة القولون العصبي، ما قد يؤدي إلى التشنجات والألم والإسهال.
وعلى الرغم من أن أسبابه غير معروفة، إلا أنّه يُعتقد عموماً أنّه مرتبط بالطريقة التي يستجيب بها الدماغ للأعصاب الموجودة في القناة الهضمية.
وتدعم هذه الدراسة الجديدة ذلك على المستوى الجيني وتمنح الباحثين والمهنيين الصحيين روابط جديدة بين الأمعاء والدماغ لفحصها. ويلقي البحث أيضا الضوء على المسارات التي تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي والتي لا علاقة لها بالجهاز العصبي، ويمكن أن تقدم طرقا بديلة للعلاج.
ولم يبحث الباحثون بشكل أعمق في نوعية الآليات التي تتعلق بالتداخل الجيني، لكنهم يشيرون إلى أن التهاب الأمعاء قد يتسبب في تسرب البكتيريا إلى الدم وشق طريقها إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى تغيرات سلوكية ومعرفية، وقد يفسر هذا التزامنَ المرتفع لمرض القولون العصبي مع الاضطرابات النفسية.