“فخ” أمريكي في لبنان.. ماذا وراء الترسيم الجديد للحدود ؟!
يبدو أن “فخاً” أمريكياً يتم التحضير له من خلال السعي لترسيم الحدود البرية بين لبنان والأراضي المحتلة، بعد النجاح في ترسيم الحدود البحرية في وقت سابق.
وقال خبراء إن الحدود البرية مع فلسطين سبق ترسيمها، ومثبتة لدى الأمم المتحدة، فيما تحاول واشنطن الضغط لتحقيق مصالح كيان الاحتلال، كمدخل لإنهاء قضية احتلال بعض الأراضي اللبنانية، ودفع عملية ترسيم الحدود بين بيروت ودمشق.
وتحدث آموس هوكستاين، المنسق الرئاسي الأمريكي لأمن الطاقة والبنى التحتية الدولية إلى استعداده للتوسط بين لبنان و”كيان الاحتلال” لحل النزاع بينهما على الحدود البرية في الجنوب، مشدداً على حرص إدارة بلاده على الاستقرار في هذه المنطقة.
وقال هوكستاين إن “بعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحرية، هو في صدد تقويم مدى استعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب”.
واعتبر محللون لبنانيون، أن “الحديث عن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وكيان الاحتلال ليس جديداً، وهو سابق لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية، إذ كانت هناك اجتماعات تعقد في الناقورة للجنة الثلاثية التي كانت تبحث نقاط تحفظ عليها لبنان على طول الخط الحدود أو ما سمي بالخط الأزرق”.
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب المحللين، تحفظ لبنان على 13 نقطة تم التفاهم حول 6 منها، وبقى 7 نقاط، لكن النقاط التي تم الاتفاق حولها لم تثبت بشكل نهائي، وكانت شفهية، حتى جاءت عملية ترسيم الحدود البحرية التي أخذت الاهتمام، ثم عاد الآن الحديث عن الحدود البرية.
ويرى المحللون أن لا حاجة لترسيم الحدود البرية بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبارها مرسمة منذ العام 1923م، ومثبتة في الأمم المتحدة، لكن الحاجة الآن لتحديد هذه الحدود مجدداً، حيث حرص “كيان الاحتلال” على قضم ملايين الأمتار بشكل دوري، وعملية القضم الكبرى في العام 1967، عندما احتلت مزارع شبعا اللبنانية واعتبرتها أراضي سورية.
ويعتقد المحللون أن “الحديث الأمريكي حول الترسيم له هدف أساسي حيث يتقاطع ويتماهى مع هدف “كيان الاحتلال” في محاولة إنهاء ملف الحدود مع لبنان بشكل نهائي، ضمن سياسة القضم التي تعتمد على الوصول إلى هذه المرحلة للقول إن كل الأراضي اللبنانية أصبحت غير محتلة، وتحت السيادة اللبنانية، وبالتالي لا حاجة لسلاح المقاومة، وهي عملية سحب الأوراق من يد لبنان”.
وأوضح المحللون أن محاولة فرض هذه الوقائع ينتبه لها لبنان على المستويين الرسمي والشعبي، حيث هناك محاولة لنقل المشكلة من كونها اعتداء “إسرائيلياً” إلى خلاف لبناني سوري، على قاعدة مزارع شبعا التي تحتاج إلى ترسيم بين بيروت ودمشق، لا سيما في ظل احتلال “إسرائيل” الكامل لهضبة الجولان السورية.
ويرى مراقبون أن “لبنان ينتبه جيداً للفخ الأمريكي، لا سيما في ظل التعهدات التي سبقت عملية ترسيم الحدود البحرية والتي لم تكن في صالح لبنان، حيث فقد عمليا 1430 كم من مساحته بين الخط 23 والخط 29، الذي كان يطالب به يوماً، حيث كانت الوعود برفع الحصار على لبنان، خاصة المالي والاقتصادي، وكذلك الانفتاح السياسي الذي لم ينفذ، بل على العكس زادت الضغوط على لبنان، وازداد انهيار سعر صرف العملة بعد الترسيم”.
وأوضح أن مستشار الرئيس الأمريكي الذي يزور لبنان حالياً، والتقى كل المعنيين بهذا الملف مؤشر واضح على التصريحات التي قالها، والتي تؤكد أن في جعبته شيئاً ما ليقدمه من أجل التقدم في المفاوضات، وهو يعرف هذا الملف جيداً، ويعرف كذلك السياسيين اللبنانيين وطريقة الوصول إليهم.
ووصل آموس هوكستين، الأربعاء الماضي، إلى بيروت، حيث التقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتتمحور زيارته حول اتفاق الترسيم الذي جرى التوصل إليه في تشرين الأول 2022، والتباحث مع المسؤولين اللبنانيين في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد قرر، الخميس الماضي، تمديد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” لمدة عام إضافي آخر، وجاء التصويت النهائي بأغلبية 13 صوتاً وامتناع واحد عن التصويت.
شاهد أيضاً : طائرات التحالف تنتهك بروتوكولات تجنب الصدام 10 مرات في سوريا