أمريكا تعاقب “قسد”.. ما حقيقة ما يحدث في الشرق السوري ؟!
يرى الكثير من المراقبين أن ما يحدث في ريف دير الزور من “صحوة للعشائر العربية” ضد وجود “قسد” وطردها من مناطقهم، والذي تفجر على إثر اعتقال “قسد” قادة “مجلس دير الزور العسكري”، له بعد آخر يتمثل في نية التحالف الغربي الذي تقوده أمريكا عقاب “قسد” بعد إعلانها منذ ما يقارب الأسبوعين عن عدم نيتها المشاركة في أي تحركات عسكرية لهذا التحالف على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق.
وأكد المراقبون، أن “زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية ماركل كوريلا إلى مناطق شمال وشرق سوريا في 24 من الشهر الماضي، ولقائه قادة “قسد” كان بهدف حثهم على التراجع عن تصريحاتهم، المتعلقة بعدم المشاركة في أي عمل يتم الإعداد له في المناطق الحدودية مع العراق، ودعوتهم إلى تقبل فكرة وجود قوى متعددة تشارك في هذا العمل العسكري، كأبناء العشائر العربية أو “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، إلا أن “قسد” قابلت ذلك بالرفض والإصرار على عدم المشاركة في هذا القتال”.
ولفت المراقبون، إلى أن “كوريلا هدد “قسد ” بأن وجودها مرتبط بدعم التحالف الدولي وعلى رأسه القوات الأمريكية التي تستطيع بكل سهولة الحصول على حلفاء جدد في المنطقة، فيما لا تستطيع “قسد” الدفاع عن نفسها سواء ضد الأطماع التركية أو حتى الرفض الشعبي لوجودها في مختلف مناطق انتشارها، لاسيما في المحافظات ذات اللون العربي الكامل كريف دير الزور والرقة “.
تابعونا عبر فيسبوك
كما أشار المراقبون، إلى أن شرارة ما حدث في ريف دير الزور أشعلتها القوات الأمريكية، التي قدمت الدعم الشفهي لقائد “المجلس العسكري لدير الزور” أحمد الخبيل، للانشقاق عن “قسد” ومن ثم قام باستدعائه إلى الحسكة ليقوم بتسليمه إلى الأخيرة التي اعتقلته هو وقادة المجلس”، لتندلع على إثرها الاحتجاجات التي بدأت كنصرة لـ”المجلس العسكري” في البداية ومن ثم تتوسع فيما بعد كرفض عربي لوجود “قسد”.
وبين المراقبون أن القوات الأمريكية التي لا تزال تقف موقف المتفرج لما يحدث في دير الزور وهي القادرة على حل المشكلة إن أرادت، فإنما تريد إذلال “قسد”، وتذكير قادتها بحجمهم الطبيعي خارج إطار الدعم الأمريكي، وكيف يمكن لقوات متفرقة من أبناء العشائر العربية وبأسلحة فردية تكبيدها خسائر فادحة ودحرها من العديد من المناطق في ريف دير الزور، وكل ذلك لإعادة “قسد” إلى العباءة الأمريكية والتي يجب ألا تخرج عن ما يرسمه لها مشغلها .
المراقبون أكدوا أيضاً أن “قسد” حالياً في ورطة كبيرة تهدد وجودها ليس في ريف دير الزور وإنما في الرقة وريف الحسكة الجنوبي وحتى أرياف منبج وريف حلب، ذات الغالبية العربية والتي تتحين الفرصة لرفع القوات الأمريكية الغطاء عنها للانقضاض عليها والانتهاء منها.
أما ورقة “قسد” الأخيرة التي كانت تعول عليها لإدخال التحالف الغربي في صراعها بريف دير الزور، عبر وصف أهالي منطقة ريف دير الزور بـ”الخلايا النائمة لتنظيم الدولة”، فيبدوا بأن عين السخط الأمريكية تجاه “قسد” لن تمرر هذه المزاعم، لاسيما أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية وصفت ما يحدث بأنها مظاهرات واحتجاجات لأبناء المنطقة ضد ممارسات “قسد”.
شاهد أيضاً : حميميم: مقاتلات أمريكية نفذت غارات على هدفين في حمص