ما سرّ الموقف الأمريكي من أحداث دير الزور ؟!
الاشتباكات الدائرة في أرياف دير الزور أسفرت عن سيطرة متبادلة بين طرفي القتال، وحسب مصادر ميدانية فقد سيطرت قوات العشائر على بلدات هجين والسوسة وذيبان ومساحة كبيرة من الصبحة والشحيل والتي يشهد محيطها اشتباكات عنيفة، مع الإشارة إلى أن العشائر تسعى للسيطرة على بلدة البصيرة وتلتها ذات الأهمية الجغرافية، وهو ما دفع بقوات “قسد” للسيطرة على الطرق المؤدية للبلدة ونشر القناصين داخلها.
بالمقابل وأمام التحركات المتواصلة لقوات العشائر في ريف دير الزور الشرقي قامت “قسد” بمحاصرة عدد من القرى والبلدات بريف دير الزور الشمالي، ومنها بلدة صور الغربية والربيضة التي تشكل معاقل لـ”مجلس دير الزور العسكري”.
وأمام إصرار قوات العشائر على القتال ورجحان الكفة لمصلحتها، كشفت المصادر عن طلب “قسد” للاجتماع مع شيخ قبيلة العكيدات، الذي رفض وطالب بالاجتماع مع “قوات التحالف” والتي لا تزال تقف موقف المتفرج مما يجري حتى الآن.
وشددت “قسد” في بيان لها على أن “الاشتباكات الجارية هي مع عناصر موالية لتركيا وعناصر تابعة لجهات أمنية للحكومة السورية على حد زعمها”، وقالت: “على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة ونحن على تواصل دائم معهم”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضافت إن “عملية تعزيز الأمن تمت بناء على طلب أبناء دير الزور وشيوخ ووجهاء العشائر وهم مطلعون على مجرياتها!”.
على الضفة المقابلة واصل “التحالف الدولي” صمته الميداني والسياسي، الذي خرقه بيان للسفارة الأمريكية في سوريا، قالت فيه إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في دير الزور داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد”.
بالتوازي سجلت الساعات الماضية تحركاً من قبل فصائل مدعومة من قبل أنقرة، حيث تسللت مجموعات تابعة لها لعدد من قرى ريف منبج، في محاولة لاستغلال ما يجري وإحداث تغييرات في خريطة السيطرة بالمنطقة، الأمر الذي دفع الطيران الروسي للتدخل ومنع المتسللين، وسط تسريبات عن قيام الجيش السوري بالدفع بمزيد من التعزيزات لمحيط منبج، بحسب ما نقلته مصادر ميدانية.
بدوره شيخ عشيرة قبيلة البكارة نواف البشير وصف الوضع الميداني القائم بأنه “ممتاز جداً”، مشيراً إلى أنه وبشكل يومي يتم إرسال تعزيزات من قبل “قسد” قادمة من جبال قنديل وسنجار في العراق، وهناك أرتال تأتي من الحسكة باتجاه دير الزور وهذه الأرتال تصل ليلاً، مشيراً إلى أن التعزيزات الأخيرة لـ”قسد” ساهمت بإبطاء تقدم قوات العشائر وجعل القتال صعباً وقوياً جداً.
وأضاف البشير: “لكن يومياً قوات العشائر تتقدم ويجري السيطرة على بلدات وقرى كانت تحتلها قسد، كما أن هناك المئات من المنشقين من أبناء العشائر عن قواتها ما أضعف قدراتها القتالية”.
وبخصوص الاشتباكات القائمة في ريف منبج، بيّن البشير أن “منبج أيضاً هي أراض سورية ويجب تحريرها من يد قسد، لكن لا يجب أن تقع بيد من يسمون أنفسهم بالمعارضة وهم أدوات تركيا، وبهذه الحالة ستنتقل منبج من احتلال إلى احتلال آخر، وهذا لن يتم قبوله”.
وقال أيضاً: “أدوات تركيا رأت أن قسد أصابها ضعف نتيجة تركيز قواتها في ريف دير الزور، فاعتبرت أن ما يجري هو فرصة لأخذ مناطق جديدة والتقدم باتجاه منبج ضمن مشروع تركيا التوسعي في المنطقة”.
وشدد البشير على أن الأيام القادمة ستحمل مزيداً من التقدم لقوات العشائر رغم الحشود التي تحشدها “قسد” يومياً ستحسم الأمور لمصلحة العشائر، لكن هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت، والعشائر لن تتوقف عن القتال حتى تحرير كامل المنطقة.
وبخصوص الموقف الأمريكي مما يجري قال البشير: “أمريكا تراقب وسوف تضع يدها مع المنتصر، وهي دائماً تعمل لمصالحها وليس لمصلحة الشعب السوري بالتأكيد، وهي دائماً لديها مشاريع وأجندات لكن بعد الذي جرى لا أحد يرتاح لما تقوم به في المنطقة”.
وأكد البشير، أنه “لا أحد يثق بالمشروع الأمريكي وهي تطرح مشاريع وخططاً على الدوام وجميعها سقطت وما تخطط له بما يسمى الحزام العشائري، سيسقط بكل تأكيد”.
شاهد أيضاً : أمريكا تعاقب “قسد”.. ما حقيقة ما يحدث في الشرق السوري ؟!