أوضح تقرير امريكي نشره موقع “ذا نايشن” عن أنّ تعيين الرئيس جو بايدن مؤخراً لفيكتوريا نولاند في منصب نائب وزير الخارجية، وتعيين إليوت أبرامز، المدان بالحنث باليمين والمدافع عن جلادي أميركا الوسطى في عهد رونالد ريغان، في لجنته الاستشارية للدبلوماسية العامة.
كما سبق وعيّن بيل كريستول، عضو جماعة الضغط المتشددة للحرب على العراق، والذي دفع مليوني دولار ثمناً للإعلانات التلفزيونية التي تحثّ الجمهوريين على مواصلة المسار في أوكرانيا، رئيساً للموظفين.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار التقرير إلى أنّ “سياسات بايدن كانت إلى حدّ كبير بمثابة ارتداد إلى السياسات المدمرة التي انتهجتها مؤسسة السياسة الخارجية، وإيمانها بالهيمنة الأميركية المفيدة”.
وأضاف أنه “مرة أخرى، يعظ المسؤولون بشأن “النظام القائم على القواعد”، الذي يستشهدون به، وينتهكونه متى شاؤوا، ومرة أخرى، نحن مدعوون إلى صراع عالمي بين الديمقراطية والاستبداد، بينما نحن نشن حرباً بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، ونستعد لحرب باردة مع الصين، ونفرض عقوبات اقتصادية على 26 دولة، ونحتفظ بأكثر من 750 قاعدة في 80 دولة، ونرسل قوات إلى أكثر من 100 دولة”.
وأشار التقرير إلى أنّ “تعيينات بايدن تعكس هذه السياسة، أنّ قادة فريقه للسياسة الخارجية، وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، هما من المحاربين القدامى المتورطين في إخفاقات الماضي، فبلينكن المتشدد كان بطلاً متحمساً لحرب العراق، وكان سوليفان، الخبير الاستراتيجي المفضل لدى هيلاري كلينتون، فعالاً في الكارثة الليبية”.
وبعد كارثة العراق، كان المرء ليتصور أنّ هؤلاء الإيديولوجيين لن يتمّ الاستماع إليهم، وسوف يتقاعدون في خزي، ويُتركون لكتابة مذكراتهم واعتذاراتهم في غموض يستحقونه، يتابع التقرير.
وذكر الموقع أنّ “مخاطر إحياء حزب الحرب الأميركي واضحة في أوكرانيا، والآن يهاجم المحافظون الجدد مثل ماكس بوت وإليوت كوهين الإدارة بسبب حذرها في تسليح الأوكرانيين، ويزعمون أن خطوط بوتين الحمراء يمكن تجاهلها بأمان، وأننا لابد أن نزود أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لقصف روسيا وشبه جزيرة القرم بشكل مباشر”.
ومع وصول الحرب الأوكرانية إلى مأزق واضح، استجابت الإدارة لدعوات التصعيد، فأرسلت الدبابات، ثم القنابل العنقودية، ثم وافقت على طائرات إف-16 عبر الحلفاء، وسرعان ما ستتبعها صواريخ أطول مدى.
ويضيف “ذا نايشن” أنّ “التداعيات الأوسع نطاقاً هي أكثر خطورة، فلقد أحيا بايدن خطاب وطموحات الاستثنائية الأميركية، وسوف تجلس الولايات المتحدة على رأس كلّ طاولة، لتحدد القواعد، وتراقبها في جميع أنحاء العالم”
يؤكد التقرير الأميركي على بداية الوقت لإجراء “تقييم صادق وقاسٍ للتكاليف المتزايدة والمخاطر المتزايدة الناجمة عن عسكرة سياستنا الخارجية والجهود المتواصلة لضبط العالم”.
ويضيف التقرير أنه “للأسف، في حين اتخذت إدارة بايدن الخطوات الأولى نحو سياسة داخلية تقدمية، فإنّ هذا الجهد الهشّ معرض للخطر، ومهدّد بالالتزام بقواعد اللعب الفاشلة التي اتبعها “حزب الحرب” في الماضي، والتكاليف المتزايدة لسياسة عالمية لا نحتاج إليها ولا نستطيع القيام بها”.
شاهد أيضاً: ماهي خطة “أوكرانيا” لإحياء جيشها من جديد؟!