الصين تغازل الذهب.. هل انتهى عصر الدولار ؟!
مدد البنك المركزي الصيني موجة شراءه من الذهب للشهر العاشر على التوالي، حيث يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى الابتعاد عن اعتماده على احتياطيات الدولار.
ارتفعت مخزونات بنك الشعب الصيني من المعدن الثمين بمقدار 29 طناً في آب إلى 2165 طناً، بحسب “بلومبرغ”.
وبذلك يكون قد تم إضافة حوالي 217 طناً خلال الأشهر العشرة الماضية.
ويأتي اكتناز الذهب في الصين وسط سعي البلاد لتقويض هيمـ.ـنة الدولار على التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار، فضلاً عن مكانته كعملة احتياطية في العالم.
في غضون ذلك، خفضت الصين، حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عاماً في حزيران.
والصين قلصت حيازاتها من 938.8 مليار دولار في حزيران 2022 إلى 835.4 مليار دولار في حزيران 2023؛ وهو انخفاض بنحو 103.4 مليار دولار في 12 شهر.
تابعونا عبر فيسبوك
ومن المؤكد أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تعمل على زيادة حيازاتها من الذهب. إذ يتوقع تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي في شهر آيار، أن 62% من البنوك المركزية حول العالم سيشكل المعدن الأصفر الحصة الأكبر من احتياطياتها في السنوات الخمس المقبلة.
وقد كثفت الصين والعديد من الدول الأخرى جهودها للحد من اعتمادها على العملة الأمريكية في التجارة الدولية والاستثمارات في السنوات الأخيرة ــ وخاصة مع قيام الولايات المتحدة باستغلال التفوق العالمي للدولار بالقيام بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على دول بما في ذلك روسيا وإيران.
وكتب سكايلر مونتغمري من شركة GlobalData TS Lombard في مذكرة الشهر الماضي: “إن وضع احتياطي الدولار هو امتياز يمنح الولايات المتحدة نفوذاً سياسياً واقتصادياً وسوقياً كبيراً”.
وأضاف: “إن استخدام العملة الأمريكية كسـ.ـلاح هو جزء من السبب وراء تنافس روسيا والصين ودول البريكس الأخرى على بديل للدولار”.
لكن ومما لا شك فيه أن نجاح ما يسمى بحركة إزالة الدولرة لم يثبت حتى الآن ــ حيث بلغت حصة العملة الأمريكية في المدفوعات العالمية ارتفاعاً غير مسبوق.
فقد ارتفعت مدفوعات سويفت التي تشمل الدولار الأمريكي إلى نسبة غير مسبوقة بلغت 46% في تموز، وفقًا لـ”بلومبرغ”.
في الوقت نفسه، تستكشف دول “البريكس” أيضاً خيار إنشاء عملة مشتركة لتحدي الدولار. ومع ذلك، تهكم بعض خبراء الاقتصاد من جهود إلغاء الدولرة ــ حيث وصف الخبير الاقتصادي (جيم أونيل الرئيس السابق لإدارة الأصول في غولدمان ساكس) والذي أعطى كتلة “البريكس” اسمها لأول مرة الخطة بأنها “سخيفة”.
شاهد أيضاً : من هم كبار اللاعبين في سوق القمح عالمياً ؟!